ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising
Advertising

ما معنى سيماهم في وجوههم؟

السبت 29 نونبر 2025 - 09:10
ما معنى سيماهم في وجوههم؟
بقلم: Sdik Fahd
Zoom

تُعد وجوه الإنسان في الإسلام مرآةً تعكس حالته الروحية والأخلاقية، فهي ليست مجرد مظهر خارجي، بل وسيلة للتعبير عن الأخلاق والنوايا الداخلية. ومن هذا المنطلق، جاء مفهوم "السيما"، أي العلامات أو الملامح التي يمكن أن تنبئ عن حال النفس وصفات الإنسان، سواء أكانت خُلُقاً حسناً أو طبعاً سيئاً.

الخلفية الدينية لفهم السيما

لقد أولى الإسلام اهتماماً كبيراً بما يظهر على وجوه الناس من علامات تدل على صفاتهم الداخلية. يقول النبي صلى الله ليه وسلم في الحديث الشريف: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" (رواه مسلم).

وعلى الرغم من أن التركيز الأساسي في الإسلام هو على النية والعمل، إلا أن بعض العلماء المسلمين رأوا أن الوجه يعكس أحياناً ما يختلج في النفس من شعور أو سلوك. فالإبتسامة واللين في الوجه يعكسان طيب الخلق، بينما العبوس والغضب المستمر قد يشير إلى التوتر أو الخلق غير المستقيم.

السيما بين المظهر الخارجي والروحانية

الوجه في الإسلام ليس مجرد أداة للتعبير الإجتماعي، بل هو أيضاً وسيلة للتواصل مع الآخرين بما يعكس القيم الروحية. فالإبتسامة في وجه الآخرين تعتبر صدقة (حديث شريف)، والوجه المشرق يدل على الراحة النفسية والطمأنينة التي يمنحها الالتزام بالدين.

من هنا، يمكن القول إن السيما في الوجه تعكس جانباً من الروحانية، حيث ينعكس سلوك الإنسان الداخلي على ملامحه، فتصبح وجوههم مرآةً لأخلاقهم وأعمالهم.

التوجيه الإسلامي للتعامل مع السيما

الإسلام يحثّ على عدم الحكم على الناس بناء على مظهرهم وحده، فالسيما قد تكون مؤشراً، لكنها ليست حكماً قاطعاً على شخصية الإنسان. القرآن الكريم يذكر في سورة الحجرات (آية 13): "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، مشيراً إلى أن القيمة الحقيقية للفرد مرتبطة بالتقوى والعمل الصالح لا بالمظهر الخارجي.

ومع ذلك، فإن الوعي بالسيما يساعد في تحسين الذات والخلق، إذ يمكن للإنسان أن يظهر على وجهه آثار الصبر، والرضا، والهدوء النفسي من خلال الابتسامة والطمأنينة التي تعكس قلبه.



إقــــرأ المزيد