-
09:32
-
14:52
-
11:26
-
10:14
-
08:30
-
15:11
-
10:44
-
09:17
-
08:23
تابعونا على فيسبوك
ما هو الصراط المستقيم؟
يُعدّ الصراط المستقيم من أهم المفاهيم المحورية في العقيدة الإسلامية، إذ يتكرر ذكره في القرآن الكريم ويُستحضر في الدعاء اليومي للمسلم خلال الصلاة، خاصة في سورة الفاتحة بقوله تعالى: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ".
المعنى الشرعي للصراط المستقيم
اتفق العلماء على أن الصراط المستقيم هو دين الله الحق الذي ارتضاه لعباده، وهو الإسلام بكل ما يحتويه من عقيدة وعبادة وأخلاق. وقيل: هو الطريق الذي يؤدي إلى رضوان الله وجنته.
وقال ابن القيم: "هو طريق الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وهو صراط رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه".
الصراط المستقيم في القرآن الكريم
تكرر ذكر الصراط المستقيم في أكثر من موضع، وكلها تشير إلى طريق الهدى والحق. من ذلك: "وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ"، توجيه رباني باتباع طريق الهدى واجتناب سبل الضلال.
"وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"، تأكيد أن الهداية توفيق من الله لمن أخلص النية وسعى للحق.
"صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ"، إشارة إلى أن الطريق المستقيم هو سبيل الأنبياء والصالحين.
الصراط المستقيم في السنة النبوية
وضح النبي صلى الله عليه وسلم مفهوم هذا الطريق عندما خطّ خطاً مستقيماً، ثم خط خطوطاً متفرقة عن يمينه وشماله، وقال: "هذا سبيل الله، وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه". وهذا يبيّن أن الطريق الحق واحد، بينما سبل الضلال متعددة.
دلالات الصراط المستقيم في حياة المسلم
العقيدة: يمثل الصراط المستقيم ثبات المسلم على التوحيد ومجانبة الشرك، والتمسك بالإيمان الحق.
العبادة: الصراط هو الإلتزام بما شرعه الله من صلاة وصيام وزكاة وحج دون إفراط أو تفريط.
الأخلاق والسلوك: هو الإتصاف بالأمانة والعدل والصدق، وترك الظلم والغيبة والغش وسائر الآثام.
العلاقات والمعاملات: يظهر الصراط المستقيم في احترام الحقوق، والوفاء بالعقود، وحسن التعامل في البيع والشراء والعمل.
الفكر والتصورات: هو الإعتدال، والإبتعاد عن الغلو والتطرف، والالتزام بما جاء به القرآن والسنة بفهم صحيح.
الصراط في الآخرة
ورد في النصوص الصحيحة أن هناك صراطاً حقيقياً مضروباً على جهنم، يمر عليه الناس يوم القيامة، وهو أدق من الشعر وأحدّ من السيف، يختلف سير الناس عليه حسب أعمالهم في الدنيا: فمنهم من يمر كالبرق؛ ومنهم من يعدو؛ ومنهم من يمشي؛ ومنهم من يزحف؛ ومنهم من تسقط به أعماله؛ والثبات على الصراط الدنيوي (طريق الهداية) هو سبب النجاة على الصراط الأخروي.