-
11:14
-
09:32
-
14:52
-
11:26
-
10:14
-
08:30
-
15:11
-
10:44
-
09:17
تابعونا على فيسبوك
مفهوم البعث والجزاء
البعث والجزاء من القضايا الجوهرية في العقيدة الإسلامية، إذ يشكّل الإيمان بهما ركناً من أركان الإيمان، ويعكس عدالة الله وحكمته في التعامل مع خلقه. يرتبط هذان المفهومان مباشرة بمبدأ المساءلة الأخلاقية والعدالة الإلهية، ويُشكّلان أساساً للآخرة التي هي مقصد الإنسان في حياته الدنيا.
البعث
البعث هو إعادة الإنسان إلى الحياة بعد موته في القبر، من أجل الحساب والجزاء. وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد على حقيقة البعث، مثل قوله تعالى: "أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".
يشمل البعث قيام الإنسان من جديد بجسده وروحه ليحاسب على أعماله التي قام بها في الدنيا، سواء كانت خيرة أو شريرة. ويهدف البعث إلى تحقيق العدالة الإلهية، إذ لا يضيع حق مظلوم، ولا ينجو فاسد من العقاب، مهما طال الزمن في الدنيا.
الجزاء
الجزاء هو ما يناله الإنسان من ثواب أو عقاب بناء على أعماله في الدنيا. ويقسم الجزاء إلى نوعين رئيسيين:
الثواب: وهو المكافأة التي ينالها المؤمن الصالح، ويتجلى في نعيم الجنة ورضوان الله، كما قال تعالى: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ" (الزلزلة: 7).
العقاب: وهو الجزاء الذي يقع على من ارتكب المعاصي والذنوب، ويتمثل في عذاب النار والعقوبات الإلهية، كما جاء في قوله تعالى: "وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" (الزلزلة: 8).
أهمية الإيمان بالبعث والجزاء
- الإيمان بالبعث والجزاء له أثر بالغ في توجيه سلوك الإنسان وحياته اليومية، حيث:
- يدفع الإنسان إلى فعل الخير واجتناب الشر، معتبرًا أن كل عمل يُسجل ويحاسب عليه.
- يعزز العدل والمساواة بين الناس، إذ لا فرق بين غني وفقير إلا بالتقوى والعمل الصالح.
-يزرع في النفس الطمأنينة واليقين بأن الله سيعيد الحقوق لأهلها ويجازي كل إنسان بعدله.
البعد الروحي والأخلاقي
البعث والجزاء ليسا مجرد قضية مستقبلية، بل لهما أثر تربوي في حياة الإنسان اليومية، إذ يعلمهما المسؤولية تجاه أفعاله، ويحثه على الصدق، والعدل، والرحمة، والتسامح. كما يذكّر الإنسان بأن الحياة الدنيا مرحلة قصيرة، وأن النجاح الحقيقي يكمن في رضا الله والفوز بالجنة.