-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
أهمية الحج وأثره في حياة المسلم
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة، وشعيرة من شعائر الله العظيمة، لقول الله تعالى "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا"، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
وفي الأيام الأولى من شهر ذي الحجة من كل عام تهفو قلوب المسلمين، وتتجه أنظارهم، نحو بيت الله الحرام، يحدوها الشوق، ويدفعها الأمل في ما عند الله سبحانه وتعالى، مستجيبين لدعوة أبيهم إبراهيم عليه السلام عندما أمره الله بقوله: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق" (سورة الحج).
كما تتجلى أهمية الحج في الإسلام في كونه رحلة روحانية فريدة تمس شغاف القلوب وتغير حياة المسلمين إلى الأبد. هذه الرحلة المباركة التي تمثل ذروة العبادة في الإسلام، ليست مجرد مناسك تؤدى، بل هي تحول جذري في حياة المسلم، وتجديد للإيمان، وتطهير للنفس من أدران الدنيا.
عندما يستعد المسلم لأداء فريضة الحج، فإنه لا يحزم حقائبه فحسب، بل يهيئ قلبه وروحه لرحلة عمره التي طالما حلم بها. إنها لحظة يتجرد فيها من كل زخارف الدنيا، ويرتدي ثياب الإحرام البيضاء التي تذكره بيوم القيامة، ويلبي نداء إبراهيم عليه السلام الذي تردد صداه عبر الزمان: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك".
تظهر أهمية الحج في الإسلام جلية حين نتأمل في الأثر العميق الذي يتركه في نفوس الملايين من المسلمين الذين يجتمعون في صعيد واحد، متجاوزين كل الحواجز والفوارق، متوحدين بلباس واحد، وعبادة واحدة، وهدف واحد: التقرب إلى الله. وفي هذا المشهد المهيب تتجلى عظمة الإسلام ووحدة الأمة في أبهى صورها.
أركان الحج
للحج أركان أربعة وهي :
1- الإحرام
وهو نية الدخول في النسك لقول الرسول- صلى الله عليه وسلَّم- : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى ) ، وله زمان محدد وهي أشهر الحج التي ورد ذكرها في قوله تعالى: { الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج } (البقرة: 197) ، ومكان محدد وهي المواقيت التي يُحْرِمُ الحاج منها .
2- الوقوف بعرفة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : ( الحج عرفة ، من جاء ليلة جَمْع قبل طلوع الفجر فقد أدرك ) رواه أبوداود وغيره، والمقصود بجَمْع: المزدلفة، ويبتدئ وقته من زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة ويمتد إلى طلوع فجر يوم النحر ، وقيل يبتدىء من طلوع فجر اليوم التاسع .
فمن حصل له في هذا الوقت وقوف بعرفة ولو لحظة واحدة فقد أدرك الوقوف، لحديث عروة بن مضرس رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المزدلفة حين خرج إلى الصلاة ، فقلت : يا رسول الله إني جئت من جبل طيئ ، أكللت راحلتي ، وأتعبت نفسي ، والله ما تركت من حبل إلا وقفت عليه ، فهل لي من حج ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( من شهد صلاتنا هذه ، ووقف معنا حتى ندفع ، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه ، وقضى تفثه ) رواه أبو داود وغيره .
وفي أي مكان وقف من عرفة أجزأه لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: ( وقفت ههنا وعرفة كلها موقف ) أخرجه مسلم .
3- طواف الإفاضة لقوله سبحانه :{ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق } (الحج: 29) ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال - حين أُخبِرَ بأن صفية رضي الله عنها حاضت - ( أحابستنا هي ؟، فقالوا : يا رسول الله إنها قد أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة ، قال : فلتنفر إذاً ) متفق عليه ، مما يدل على أن هذا الطواف لا بد منه ، وأنه حابس لمن لم يأت به ، ووقته بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة ولا آخر لوقته عند الجمهور بل يبقى عليه ما دام حياً ، وإنما وقع الخلاف في وجوب الدم على من أخره عن أيام التشريق أو شهر ذي الحجة .
4- السعي بين الصفا والمروة لقوله- صلى الله عليه وسلم- : ( اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي ) رواه أحمد ولقول عائشة رضي الله عنها : " طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وطاف المسلمون- تعني بين الصفا والمروة - فكانت سنة ، فلعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة "رواه مسلم .
وهذا السعي هو سعي الحج ، ووقته بالنسبة للمتمتع بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة وطواف الإفاضة ، وأما القارن والمفرد فلهما السعي بعد طواف القدوم .
فهذه الأركان الأربعة : الإحرام ، والوقوف بعرفة ، وطواف الإفاضة ، والسعي بين الصفا والمروة لا يصح الحج بدونها ، ولا يجبر ترك شيء منها بدم ولا بغيره ، بل لا بد من فعله ، كما أن الترتيب في فعل هذه الأركان شرط لا بد منه لصحتها ؛ فيُشترط تقديم الإحرام عليها جميعاً ، وتقديم وقوف عرفة على طواف الإفاضة ، إضافة إلى الإتيان بالسعي بعد طواف صحيح عند جمهور أهل العلم .