أهمية الشورى في الإسلام

الشّورى من المبادئ الأساسية التي أرساها الإسلام في بنية المجتمع المسلم، وجعلها من سمات القيادة الرشيدة والحكم العادل. فقد جاء الإسلام ليبني مجتمعا متماسكا يقوم على الحوار وتبادل الرأي، بعيداً عن الإستبداد والإنفراد بالقرار.

وقد أكد القرآن الكريم على هذا المبدأ في أكثر من موضع، أبرزها قوله تعالى: "وأمرهم شورى بينهم" (الشورى: 38)، مما يدلّ على أن الشورى ليست خياراً ثانوياً، بل هي ركن من أركان إدارة الشأن العام في الدولة الإسلامية.

الشّورى في القرآن والسنة

تعني التشاور والتباحث في القضايا المهمة بين أهل الرأي والحكمة قبل اتخاذ القرار، بهدف الوصول إلى أفضل الحلول وأكثرها نفعًا للمجتمع، حيث وضع القرآن الكريم أسس الشّورى وجعلها من صفات المؤمنين، فقال تعالى في وصفهم: "والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم". كما أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بالرغم من كمال عقله ووحي السماء، كان يكثر من مشاورة أصحابه في شتى الأمور، كما في غزوة بدر وأحد والأحزاب، وقال في ذلك: "ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار".

أهميتها

- تحقيق العدل والمساواة: فالشّورى تمنح الجميع فرصة لإبداء آرائهم وتبادل الأفكار دون تهميش، مما يرسخ العدالة في القرار.

- منع الإستبداد: النّظام الذي يقوم على الشّورى يصعب أن يتحول إلى نظام فردي استبدادي، لأن القرار لا ينفرد به شخص، بل يكون ناتجاً عن إجماع أو تشاور.

- تعزيز الإنتماء والمسؤولية: عندما يُشرك الأفراد في صنع القرار، يشعرون بالإنتماء والإهتمام بالشأن العام، فيسهمون في التنفيذ والدفاع عنه.

- تشجيع الإبداع والابتكار: الحوار بين العقول المختلفة يولد أفكاراً جديدة، ويعزز من جودة القرارات والسياسات العامة.