ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

التّوحيد وأنواعه

الاثنين 09 يونيو 2025 - 12:06
التّوحيد وأنواعه
Zoom

في عالم تتعدد فيه المعتقدات وتتباين فيه الرؤى الدينية، تظل عقيدة التّوحيد هي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها رسالة الإسلام. فالتّوحيد هو الإيمان بأن الله واحد لا شريك له في ربوبيته، ولا مثيل له في أسمائه وصفاته، ولا يُعبد سواه. 

ما هو التّوحيد؟

التّوحيد في اللغة مأخوذ من "وَحَّدَ"، أي جعل الشيء واحداً. أما في الاصطلاح الشرعي، فهو إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به من الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات. قال الله تعالى: "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون" (الأنبياء: 25).

أنواعه

يُقسّم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أنواع رئيسية، يُكمل بعضها بعضاً، ولا يصح إيمان العبد إلا بتحقيقها جميعاً:

توحيد الربوبية

ويعني إفراد الله بأفعاله، مثل الخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، والتدبير. وهو الإقرار بأن الله وحده هو الخالق المتصرف في الكون، لا يشاركه في ذلك أحد. قال تعالى: "الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل" (الزمر: 62).

توحيد الألوهية

وهو إفراد الله بالعبادة، فلا يُدعى إلا هو، ولا يُذبح إلا له، ولا يُسجد إلا له، ولا تُصرف أي عبادة لغيره. وهذا هو النوع الذي بعث الله به جميع الرسل لمحاربة الشرك. قال تعالى: "ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" (النحل: 36).

توحيد الأسماء والصفات

ويعني الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه، أو ما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. قال تعالى: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" (الشورى: 11).

أهمية التّوحيد

التّوحيد هو أول واجب على العبد، وأعظم ما يُسأل عنه يوم القيامة به تُقبل الأعمال أو تُرد، وهو أساس النجاة في الدنيا والآخرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة" (رواه مسلم).كما أن التوحيد مصدر الطمأنينة النفسية، والتّوازن الروحي، لأنه يُحرّر الإنسان من عبودية البشر والماديات، ويوجّهه إلى الله وحده.



إقــــرأ المزيد