-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
-
14:05
تابعونا على فيسبوك
الحكمة من خلق الإنسان
يُعدّ الإنسان أعظم مخلوق كرّمه الله تعالى في هذا الكون، إذ أودع فيه العقل والإرادة، وفضّله على كثيرٍ من المخلوقات. وقد تساءل كثيرون: ما الحكمة من خلق الإنسان؟ سؤالٌ جوهري يتعلّق بغاية الوجود ومعنى الحياة، وجاء الجواب واضحاً في الوحي الإلهي، حيث قال الله تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات: 56).
العبادة غاية الوجود
العبادة بمفهومها الشامل ليست مجرد شعائر كالصلاة والصيام، بل هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال، الظاهرة والباطنة. فجعل الله حياة الإنسان دائرة حول معرفته، وطاعته، وابتغاء مرضاته، ليكون وجوده متصلاً بالخالق في كل لحظة من لحظات حياته.
عمارة الأرض والإستخلاف
إلى جانب العبادة، حمّل الله الإنسان مسؤولية عمارة الأرض وإقامة العدل والخير فيها، قال تعالى: "هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا" (هود: 61). فالإنسان خليفة الله في الأرض، مُكلّف بالسعي والعمل والإبداع في شتى المجالات، لبناء حضارة راشدة تقوم على القيم والأخلاق.
الإبتلاء والإمتحان
خلق الله الإنسان ليختبره، فيرى صدق إيمانه وصبره، قال سبحانه: "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" (الملك: 2). فالحياة ميدان اختبار، يُظهر فيه الإنسان طاعته أو عصيانه، ويُجازى على ذلك يوم القيامة.
إظهار أسماء الله وصفاته
وجود الإنسان يكشف جانباً من معاني أسماء الله الحسنى وصفاته العليا؛ فهو يشهد رحمته في الرزق والمغفرة، وعدله في الجزاء، وحكمته في تدبير الكون، فيزداد إيماناً ويقيناً بربه.
تحقيق السعادة الحقيقية
الحكمة النهائية من خلق الإنسان هي أن يجد سعادته في القرب من الله، إذ لا طمأنينة للقلب ولا راحة للنفس إلا بذكره وعبادته: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28).