-
14:19
-
11:13
-
10:02
-
09:14
-
08:47
-
15:08
-
14:22
-
10:17
-
09:30
تابعونا على فيسبوك
الحكمة من نزول القرآن منجماً
القرآن الكريم أعظمَ الكتب السماوية وأكملَها، وهو كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هداية للبشرية. وقد تميّز القرآن بكونه نزل على مدى ثلاث وعشرين سنة منجَّماً (أي مفرَّقاً ومُقسَّطاً) بحسب الوقائع والأحداث، لا دفعة واحدة كما في نزول الكتب السابقة. ولعلَّ هذا التدرّج يحمل حكماً بالغة، تكشف عن عظمة التشريع الإلهي ومراعاته لأحوال الناس وظروفهم.
التثبيت والتأييد للنبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يواجه خلال دعوته أصنافاً شتى من العداء والإستهزاء والتكذيب، فكان نزول القرآن مفرَّقاً بمثابة دعمٍ متجدِّد لقلبه الشريف، يمدّه بالقوة والثبات، ويمنحه اليقين والنور في كل موقف. قال تعالى: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً" (الفرقان: 32).
التدرج في التشريع ومراعاة الواقع
كان العرب آنذاك يعيشون أعرافاً وعادات مترسخة، وكان من الحكمة أن تتدرج الأحكام الشرعية بما يلائم استعداد المجتمع لتقبّلها، كما في تحريم الخمر الذي جاء على مراحل. هذا التدرج جعل الأحكام أكثر رسوخاً وأعمق أثراً في النفوس.
تيسير الحفظ والفهم
نزول القرآن منجَّماً يسّر على الصحابة حفظه وضبطه وتدبّر معانيه، إذ كانوا يأخذون قدراً معيناً فيحفظونه ويعملون به قبل أن يُنزَّل غيره. وهذا المنهج ساعد على تكوين جيل قرآني راسخ العلم والعمل.
مواكبة الأحداث والردّ على الشبهات
كان القرآن ينزل مواكباً لما يستجد من وقائع، فيُجيب على الأسئلة، ويردّ على الشبهات، ويعالج المواقف الطارئة معالجة مباشرة، مما جعله كتاباً حياً يتفاعل مع الحياة اليومية للمسلمين في بدايات الدعوة.
إبراز إعجازه التشريعي والبياني
نزوله مفرّقاً على وقائع متعددة أبرز إعجازه في الإحكام والترابط رغم تفرّق نزوله. فكل آية في موضعها المناسب ومع سياقها الدقيق تدل على أن مصدره واحد وأنه تنزيلٌ من حكيم حميد.