-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
الفرق بين الإسلام والإيمان
يكثر في النصوص الشرعية ذكر كلمتي "الإسلام" و"الإيمان"، وأحياناً يظن البعض أنهما مترادفتان، لكن بالرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية نجد أن بينهما فرقاً دقيقاً في المعنى، خاصة عند اجتماعهما في سياق واحد.
الإسلام والإيمان
الإسلام: الإستسلام لله بالتوحيد، والإنقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله. وقد بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عندما سأله: "أخبرني عن الإسلام؟" قال: "أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً" (رواه مسلم).
الإيمان: اعتقاد القلب، وقول اللسان، وعمل الجوارح. ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وفي نفس الحديث، عندما سأل جبريل عن الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره".
الفرق بينهما عند اجتماعهما
إذا اجتمعا في نص واحد (كما في الحديث السابق)، يكون لكل منهما معناه الخاص:
الإسلام: يشير إلى الأعمال الظاهرة مثل الصلاة والزكاة والصيام.
الإيمان: يشير إلى الإعتقاد الباطن الذي في القلب، من التصديق بالله وملائكته وكتبه...
أما إذا افترقا (ذُكر أحدهما دون الآخر)، فإنه يشمل المعنيين معاً. فمثلاً في قوله تعالى: "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه" (آل عمران: 85)، فالإسلام هنا يشمل الإيمان أيضاً.
العلاقة بين الإسلام والإيمان
الإسلام والإيمان مرتبطان، لكن الإيمان أعمق وأشمل، لأنه يتعلق بالقلب والجوارح معاً. كل مؤمن مسلم، لكن ليس كل مسلمٍ مؤمناً الإيمان الكامل. قال تعالى عن الأعراب: "قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم" (الحجرات: 14)، أي: أنهم أظهروا الإسلام (الأعمال الظاهرة)، لكن الإيمان (الباطني الحقيقي) لم يدخل قلوبهم بعد.
الإسلام الظاهري والإيمان الحقيقي
قد يسلم الإنسان بلسانه ويؤدي الشعائر، لكنه لا يوقن قلبه إيقان المؤمن. لذلك ركّز القرآن كثيراً على أن الإيمان الحقيقي هو ما يستقر في القلب ويُترجم إلى سلوك.