تحديات تواجه المكتبات الإسلامية في العصر الحديث

تُعدّ المكتبات الإسلامية منارات للعلم والمعرفة، وقد لعبت دوراً بارزاً في حفظ التراث الإسلامي ونشره عبر العصور. غير أن العصر الحديث، رغم ما يحمله من تقدم تقني وثورة معرفية، يفرض تحديات جديدة ومعقدة تُهدّد دور هذه المكتبات ومكانتها في العالم الإسلامي. 

التحول الرقمي البطيء

رغم التطور التكنولوجي الهائل، لا تزال العديد من المكتبات الإسلامية تعاني من بطء في التحول الرقمي، سواء في فهرسة المخطوطات أو إتاحة المحتوى عبر الإنترنت. وهذا يُصعّب الوصول إلى المصادر على الباحثين والقراء، خاصة من خارج المنطقة.

ضعف التمويل والدعم المؤسسي

تعاني الكثير من المكتبات الإسلامية من ضعف التمويل، مما يحدّ من قدرتها على تحديث بنيتها التحتية، اقتناء مصادر جديدة، أو تدريب الكوادر البشرية. في ظل غياب دعم حكومي أو مؤسسي كافٍ، تصبح جهود التطوير محدودة.

مشاكل الحفظ والصيانة

العديد من المخطوطات والكتب النادرة التي تحتويها المكتبات الإسلامية مُهدّدة بالتلف بسبب ضعف تقنيات الحفظ، أو غياب الظروف البيئية المناسبة (مثل التحكم في الحرارة والرطوبة)، ما يُعرّض التراث الإسلامي للخطر.

نقص الكوادر المتخصصة

تفتقر بعض المكتبات إلى موظفين مؤهلين في علوم المكتبات والمعلومات، خصوصاً ممن لديهم خبرة في التعامل مع التراث الإسلامي والمخطوطات، مما يؤثر على جودة الفهرسة والخدمات المقدمة للباحثين.

التحديات القانونية والحقوق الفكرية

مع تزايد الحاجة إلى رقمنة المحتوى، تواجه المكتبات الإسلامية معضلات قانونية تتعلق بحقوق النشر، خاصة عند التعامل مع دور نشر تجارية أو مؤلفين ما زالت حقوق أعمالهم محفوظة.

العزوف عن القراءة الورقية

في ظل الإنتشار الواسع للهواتف الذكية والمنصات الرقمية، باتت القراءة الورقية في تراجع، ما يتطلب من المكتبات إعادة النظر في طريقة تقديم خدماتها لتواكب تطلعات الأجيال الجديدة.