تعرّف على المذاهب الأربعة في الإسلام

الفقه الإسلامي من أعظم ما أُنتج في الحضارة الإسلامية، وقد تبلور هذا الفقه في مدارس فكرية تعرف بالمذاهب الأربعة، وهي: الحنفي، المالكي، الشافعي، والحنبلي، لكل مذهب منهجية خاصة في الإجتهاد والإستنباط، لكنه في النهاية يهدف إلى فهم الشريعة وتطبيقها بما يحقق مصالح الناس ويقربهم من هدي الإسلام.

المذهب الحنفي

المؤسس: الإمام أبو حنيفة النعمان (ت 150 هـ)

الإنتشار: تركيا، الهند، باكستان، البلقان، وبعض بلدان المشرق.

المنهج: يعتمد على الرأي والقياس إلى جانب النصوص، ويعطي أهمية كبيرة للإستحسان كأداة فقهية.

السمات: يعتبر من أكثر المذاهب مرونة، وقد نال رواجاً كبيراً في بلاد الخلافة العثمانية.

المذهب المالكي

المؤسس: الإمام مالك بن أنس (ت 179 هـ)

الإنتشار: المغرب العربي، موريتانيا، السودان، وأجزاء من غرب أفريقيا.

المنهج: يعتمد على عمل أهل المدينة كمصدر رئيسي، بالإضافة إلى الحديث والقياس والمصلحة المرسلة.

المذهب الشافعي

المؤسس: الإمام محمد بن إدريس الشافعي (ت 204 هـ)

الإنتشار: مصر، اليمن، إندونيسيا، ماليزيا، الشام.

المنهج: قام بوضع أسس علم أصول الفقه، وأكد على تقديم النصوص (القرآن والسنة) على الرأي.

السمات: يتميز بالجمع بين المنقول والمعقول، والتوازن بين المدارس السابقة عليه.

المذهب الحنبلي

المؤسس: الإمام أحمد بن حنبل (ت 241 هـ)

الإنتشار: السعودية وقطر وبعض مناطق الخليج.

المنهج: يتميز بتشديده على النصوص ورفضه التوسع في استخدام الرأي والقياس.

السمات: يتمسك بالحديث النبوي حتى لو خالف الرأي أو القياس، ويُعدّ من أكثر المذاهب محافظة.

ويمكن القول أنه رغم اختلاف مناهجهم، فإن المذاهب الأربعة تتفق في الأصول الكبرى للدين، وتنوعها لا يعني تناقضاً، بل يعكس مرونة الشريعة الإسلامية وقدرتها على استيعاب اختلاف الزمان والمكان والأحوال. وقد أجمع العلماء على احترام هذه المذاهب، واعتبارها روافد غنية للفقه الإسلامي، لا تُخرج أحداً من دائرة الإسلام.