ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

سبب عدم وجود البسملة في سورة التوبة

الأمس 10:22
سبب عدم وجود البسملة في سورة التوبة
بقلم: Sdik Fahd
Zoom

تُعدّ سورة التوبة أو "براءة" واحدة من سور القرآن الكريم التي تميّزت بعدم بدءها بالبسملة، خلافاً لما هو معمول به في بقية السور القرآنية. هذه الملاحظة أثارت اهتمام العلماء والمفسرين، وظهرت حولها عدة تفسيرات تعتمد على السياق التاريخي والموضوعي للسورة.

سورة التوبة

هي آخر سور القرآن نزولاً، وهي سورة مدنية بطبيعتها، تركز على قضايا الجهاد، والبراءة من المشركين، وتنظيم العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين. وتتميز هذه السورة بالصرامة في مخاطبتها للأعداء والمشركين، وتوجيه أوامر واضحة وصارمة تتعلق بالمعاهدات والوفاء بها.

السبب التاريخي

أشار عدد من المفسرين مثل "الطبري" و"ابن كثير" إلى أن سبب عدم وجود البسملة في بداية السورة يعود إلى أنها تُعدّ إعلان براءة من المشركين، وليست سورة تتضمن تذكيراً أو دعاء بالرحمة في بدايتها، كما هو الحال في بقية السور. فالبسملة تعني "بسم الله الرحمن الرحيم"، وهي دعاء وافتتاح بالرحمة، بينما سياق سورة التوبة يبدأ بمخاطبة صارمة للأعداء: "براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين"، ما يجعل إدخال البسملة في بداية السورة غير مناسب لموضوعها الجاد والحازم.

تفسير معنوي وروحي

من منظور روحاني، يمكن القول إن عدم وجود البسملة في سورة التوبة يعكس طبيعة السورة التي تجمع بين العقوبة والموعظة، والتحذير الشديد من مخالفة أوامر الله، ما يجعل افتتاحها بالرحمة في غير محلها. فالبدء بالبسملة في سورة تهدف إلى تحذير الأعداء والتأكيد على الخطوط الحمراء للمعاهدات سيكون غير متسق مع مضمونها.

رأي العلماء في التكامل القرآني

رغم غياب البسملة في بداية السورة، فإن علماء القرآن يشيرون إلى أن ذلك لا يُقلّل من قدسية السورة أو تكامل القرآن. بل إن كل سورة نزلت بما يناسب سياقها وموضوعها، وهذا يظهر حكمة التشريع القرآني في تنوع أسلوب السور وفقاً للموضوعات المطروحة. فالتنوع بين السور بين من تبدأ بالبسملة ومن لا تبدأ بها يعكس دقة الإلهام وتوافق النص مع الواقع التاريخي والإجتماعي الذي نزل فيه.



إقــــرأ المزيد