فضل الصبر على الإبتلاء

الصّبر من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، وهو من الصفات التي لا يتحلى بها إلا المؤمنون الصادقون، وقد قرن الله تعالى الصّبر بالإيمان، وجعل للصابرين منزلة رفيعة في الدنيا والآخرة، لا ينالها إلاّ من ثبت عند الشدائد وتحمّل المصاعب برضا واحتساب.

أقسام الصّبر

ويعني الصّبر قدرة الإنسان على كظم غيظه، وضبط نفسه، والإمتناع عن الجزع أو الشكوى، خاصة عند المصائب والإبتلاءات، وهو ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

- صبر على الطاعة: وهو تحمّل مشقة أداء العبادات، والإستمرار عليها دون فتور.

- صبر عن المعصية: ويكون بكفّ النفس عن الوقوع في الحرام.

- صبر على البلاء: وهو الأسمى، ويتمثل في الثبات عند المصائب والمحن من مرض، أو فقد، أو فقر، أو ظلم.

ثِمار الصّبر على الإبتلاء

الإبتلاء جزء من سنّة الله في عباده، ووسيلة لتمحيص القلوب ورفع الدرجات. قال الله تعالى: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" (البقرة: 155). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عِظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحبّ قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" (رواه الترمذي).

- نيل رضا الله ومحبته: فالصابرون هم ممن يحبهم الله، كما في قوله تعالى: "والله يحب الصابرين" (آل عمران: 146).

- الأجر العظيم: وعد الله الصابرين بأجر غير محدود، فقال سبحانه: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" (الزمر: 10).

- الطمأنينة والسكينة: يمنح الصبر للقلب راحة وثباتاً في وجه العواصف، ويقي الإنسان من السقوط في اليأس.

نماذج في الصّبر

من أبرز الأمثلة في الصّبر، نبي الله أيوب عليه السلام، الذي ابتُلي في بدنه وماله وأهله، فصبر ولم يشكُ، حتى قال الله عنه: "إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب".

وكذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي واجه أنواع الأذى من قومه، وصبر على فقر، وفقد الأحبة، والعداء الشديد، ومع ذلك كان مثالاً في الثّبات واليقين.