ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising
  • الفَجر
  • الشروق
  • الظهر
  • العصر
  • المغرب
  • العشاء

تابعونا على فيسبوك

كيف يرى الله العبد؟

السبت 04 أكتوبر 2025 - 09:35
كيف يرى الله العبد؟
بقلم: Sdik Fahd
Zoom

إن العلاقة بين الله والعبد علاقة فريدة، تتجاوز المفاهيم البشرية المعتادة عن الرؤية أو الفهم. الله، سبحانه وتعالى، يرى عباده بطريقة تتسم بالكمال والعدل والمحاسبة المطلقة، بعيدا عن أي ظلم أو تحيز. هذه الرؤية الإلهية تتضمن عدة أبعاد روحانية وأخلاقية تجعل الإنسان تحت محيط رقابة ربانية لا يغفل عنها شيء.

الرؤية الإلهية تتجاوز المظاهر

الله لا ينظر إلى العبد كما ينظر الناس، فلا ينظر إلى مظهره الخارجي أو مركزه الإجتماعي أو ثروته، بل ينظر إلى قلبه ونواياه. فقد قال تعالى في القرآن الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"، إشارة إلى أن الصدق والإخلاص في القلب هو معيار الرؤية الإلهية. الله يرى ما في النفوس، ويعلم ما تخفيه الصدور من خير وشر، وينظر إلى العبد بعين الرحمة والحكمة.

الأعمال والنوايا

الأعمال الصالحة لا تكون مقبولة إلا إذا صاحبتها نية صافية لله وحده، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى". لذلك، رؤية الله لعبده تتعلق بما يزرعه في قلبه من نوايا، وما يثمر من أفعال. حتى أصغر الأفعال يُنظر إليها بعين الله، ويُكتب لها جزاء أو عقاب بحسب صدق النية وجودة العمل.

العدل الكامل

الله يرى عباده بالعدل المطلق، فلا ظلم في حكمه، ولا تجاوز للحق. فمن يسعى للخير ويبتغي مرضاة الله يُجازى بالخير، ومن يسلك سبيل الشر ويظلم نفسه والآخرين يُحاسب. هذه الرؤية الإلهية لا تتأثر بالمظاهر أو بالتحيزات البشرية، فهي رؤية تشمل كل صغيرة وكبيرة، علانية وسرية.

الرؤية الإلهية رحيمة

بالرغم من أن الله يرى كل شيء إلا أن رحمته واسعة، يرى الله ضعف عباده ونقائصهم، لكنه يفتح لهم أبواب التوبة والمغفرة. فالعبد الذي يسعى للرجوع إلى الله بعد الخطأ يُنظر إليه بعين الرحمة والشفقة، وهذه من خصائص الرؤية الإلهية التي تهدف إلى الإصلاح لا الهلاك.

أثر هذه الرؤية على حياة العبد

معرفة العبد بأن الله يراه في كل حين تؤثر مباشرة على سلوكه وأخلاقه، فيصبح أكثر تواضعاً، وأكثر حرصاً على الصدق والإخلاص، وأشد اجتهاداً في طاعة الله، إذ يعيش تحت مراقبة ربانية تضمن له التوازن بين الخوف من العقاب والأمل في الرحمة.



إقــــرأ المزيد