كيف يكرم الله عباده؟

الكرم صفة جليلة من صفات الله تعالى، وهو مظهر من مظاهر رحمته وعدله وحكمته. فالله سبحانه وتعالى يكرم عباده المؤمنين بطرق متعددة، تعكس عظمته وعنايته بخلقه، سواء في الدنيا أو في الآخرة.

الكرم في الرزق والدنيا

من صور تكريم الله لعباده منحهم الرزق والخيرات المختلفة، فقد قال الله تعالى: "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا" (هود: 6). فالكرم الإلهي يتجلى في تيسير الحياة وتوفير القوت والأمان والراحة لعباده، حيث يرزقهم حسب حاجاتهم وقدراتهم، ويُقدّر لكل مخلوق نصيبه من الرزق.

الكرم بالهداية والتوفيق

أعظم أنواع التكريم أن يهدينا الله إلى الطريق المستقيم، ويمنحنا نور العقل والقلوب لنعرف الحق ونبتعد عن الباطل. فالهداية نعمة لا يقدّر قيمتها إلا من ذاق ظلمات الضلال، ويأتي الكرم هنا في شكل يقين وطمأنينة وراحة نفسية.

الكرم بالمغفرة والرحمة

الله يكرم عباده أيضا بالمغفرة والرحمة، حيث يرفع عنهم الذنوب إذا تابوا، ويهيئ لهم فرص العودة بعد الخطأ، فقال تعالى: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً" (الزمر: 53). وهذا التكريم يضمن للعبد راحة القلب وسكينة النفس، ويجعله يعيش حياة ملؤها الطمأنينة والرضا.

الكرم في الجزاء الأخروي

الجزاء الحسن في الآخرة أعظم تكريم يمكن أن يناله العبد، حيث يعد الله للمؤمنين جنات ونعيماً خالداً، ويشرفهم بلقائه، وهو أعظم شرف على الإطلاق. قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً" (الكهف: 107).

الكرم بالعلم والقدرة على العمل

من صور الكرم الإلهي الأخرى منح العبد القدرة على العمل الصالح، وموهبة العلم والفكر، فتلك نعم تجعل الإنسان قادراً على تحسين حياته وحياة من حوله، وهي وسيلة للتقرب إلى الله ورفع مكانته.