كيف ينظر الله للعبد؟

ينظر الله سبحانه وتعالى إلى عبده بنظرة تختلف عن نظرة البشر. فهي ليست مجرد مراقبة سطحية، بل هي رؤية شاملة تشتمل على علم الله المطلق، وعدله، ورحمته، وحكمته التي لا يحيط بها إدراك الإنسان. هذه النظرة الإلهية تحمل معانٍ عظيمة وتؤثر على علاقة العبد بربه وحياته كلها.

النظرة بالرحمة والمغفرة

الله ينظر لعبده برحمة واسعة قبل أن ينظر إليه بعقاب، قال الله تعالى: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ" (الأعراف: 156). فحتى إذا وقع الإنسان في المعاصي، فإن قلب الله الرحيم يتهيأ للتوبة والغفران، ويقبل العبد الذي رجع إليه بقلب صادق.

النظرة بالعلم الكامل

الله يعلم ما في القلوب، وما يُخفيه العبد عن الناس، وما ينويه في السر والعلن. فهو لا يغفل عن أي شعور أو نية، قال تعالى: "وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ". لذلك، رؤية الله للعبد لا تعتمد على المظاهر أو الأقوال، بل على حقيقة القلب وسلامة النية.

النظرة بالعدل والحساب

الله ينظر أيضاً لعبده بنظرة عدل، يثيب على الطاعات ويحاسب على التقصير، ولكن عدله مقترن بحكمته ورحمته، فلا يظلم أحداً. فكل ما يقدمه الإنسان من أعمال صالحة يضاعف الله أجوره، وكل تقصير يُحاسب عليه بما يليق، مع مراعاة نياته وظروفه.

النظرة بالحب والإفتخار

العبد الصالح الذي يلتزم بأوامر الله ويجتنب نواهيه، ينظر الله إليه بعين المحبة والإفتخار، مما يدل على أن الله يحب عباده الذين يسعون لمرضاته بصدق وإخلاص.