-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
ما الفرق بين النبي والرسول؟
يُمثّل مصطلحا "النبي" و"الرسول" حجر زاوية في البنية العقائدية الإسلامية، ويكاد لا يخلو خطاب ديني أو درس عقدي من ورودهما. ورغم ارتباطهما الوثيق في الوجدان الديني، إلا أن بينهما فروقاً جوهرية من حيث المعنى، الوظيفة، والغاية، وهو ما يستدعي تسليط الضوء على كل مفهوم على حدة، مع إبراز نقاط التقاطع والإفتراق بينهما.
الفروق الجوهرية
النبي: هو إنسان اصطفاه الله تعالى، وأوحى إليه بشرعٍ، ولم يُكلّف بتبليغه لقوم مخالفين أو مقاومين له. فهو يتبع شريعة رسول قبله، ويكون دوره في التذكير، والهداية، والإصلاح الداخلي في المجتمع.
الرسول: هو إنسان أوحى الله إليه بشرع جديد، وأمره بتبليغه للناس، وغالباً ما يُبعث إلى قوم مشركين أو منحرفين عن الفطرة، ويُواجه بالمقاومة والتكذيب.
التشريع
الرسول يأتي بشريعة جديدة تختلف عن ما سبقها.
النبي لا يأتي بشريعة جديدة، وإنما يتبع شريعة رسول سابق، ويُجدّد الدعوة لها.
المهمة
مهمة الرسول تكون غالباً تأسيسية، تبدأ من الصفر، وقد يُواجه أقواماً لم يتلقوا أي رسالة من قبل.
مهمة النبي تكون غالباً ترسيخية أو إصلاحية، يأتي لإحياء ما اندثر من تعاليم سابقة.
المواجهة
يتعرض الرسول في أغلب الأحيان للتكذيب والعداء من قومه، لذلك يُذكر في القرآن أن أغلب الرسل كُذبوا.
النبي قد لا يُواجه بالعداوة نفسها، لأنه غالباً يُبعث في قوم مؤمنين أو في بيئة مؤمنة أصلاً برسالة سابقة.
ذكرهم في القرآن
ذُكر في القرآن العديد من الأنبياء والرسل، لكن ليس كل نبي هو رسول، بينما كل رسول هو نبي بالضرورة، لأن الرسول نُبئ ثم أُرسل. عدد الرسل أقل بكثير من عدد الأنبياء، وقد ورد في الحديث الصحيح أن عدد الأنبياء 124،000، أما الرسل فعددهم 315.
الحكمة من هذا الفرق
يُظهر هذا الفرق أن الرسالة والنبوة تتكاملان ولا تتعارضان، فالله جلّ وعلا يرسل الرسل في اللحظات المفصلية التي تحتاج إلى تأسيس جديد، ويبعث الأنبياء في الفترات التي تتطلب ترسيخاً وإصلاحاً. وهذا التنوع في أساليب الدعوة والتبليغ يُبرز عدل الله وحكمته في التعامل مع البشر باختلاف عصورهم وظروفهم.