ما حكم الإستهزاء بالدين؟

إن الدين هو أعظم ما يُصان، وأشرف ما يُحفظ، إذ يتعلق بعلاقة العبد بخالقه، وبالمنهج الذي ارتضاه الله لعباده لهدايتهم في الدنيا وفلاحهم في الآخرة. ومن أعظم ما يناقض تعظيم الدين ويُبطل الإيمان: الإستهزاء به أو بشيءٍ من شعائره وأحكامه، فإن هذا الفعل لا يُعدّ مجرد خطأ لفظي أو سلوك عابر، بل هو ذنب جسيم يزلزل العقيدة ويهدم أسس الإيمان.

الإستهزاء بالدين في ضوء القرآن والسنة

لقد جاء في القرآن الكريم ما يقطع بحُرمة الإستهزاء بالدين، واعتباره من نواقض الإسلام، قال الله تعالى: "وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ" (التوبة: 65). فقد بيّن الله جل وعلا أن مجرد السخرية من آياته ورسوله وأحكام دينه يُخرج صاحبه من دائرة الإيمان، ولو اعتذر بأنه كان يمزح أو يلهو.

وفي السنة النبوية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" (رواه البخاري ومسلم). وهذا يدل على خطورة الإستهانة بالكلمة، فكيف إذا كانت الكلمة استهزاءً بالله أو بكتابه أو برسوله صلى الله عليه وسلم أو بشيء من الدين؟.

أقوال العلماء

أجمع العلماء على أن الإستهزاء بالدين أو شعائره أو أحكامه كفرٌ أكبر مخرج من الملة، سواء أكان جاداً أو هازلاً. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "الإستهزاء بالله وآياته ورسوله كفرٌ يكفر به صاحبه بعد إيمانه". كما أكد أهل العلم أن الإستهزاء قد يكون تصريحاً بالقول، أو إشارة بالفعل، أو حتى بالتعريض الذي يُفهَم منه الإستخفاف بالدين.

صور الإستهزاء بالدين

قد يقع الإستهزاء في صور متعددة، منها:

- السخرية من أوامر الشرع أو نواهيه.

- الإستهزاء بالأنبياء والرسل أو صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .

- السخرية من شعائر الإسلام كالحجاب، أو الصلاة، أو الأذان.

- إطلاق النكات التي تحمل معاني تحقيرٍ للدين أو التشكيك فيه.