ما حكم النرجسية في الإسلام؟

النرجسية، أو حبّ الذات المفرط والتفاخر بالذات على حساب الآخرين، تُعدّ سلوكاً نفسياً واجتماعياً سلبياً قد ينعكس على حياة الفرد وعلاقاته بالآخرين. في ضوء التعاليم الإسلامية، للنرجسية آثار أخلاقية وروحية واضحة، ويأتي الحكم عليها ضمن إطار القيم الإسلامية المتعلقة بالتواضع والاعتدال في النفس.

مفهوم النرجسية

النرجسية هي ميل الشخص إلى الإهتمام المفرط بذاته، والرغبة في التفوق على الآخرين، والإعتقاد بتفوقه الدائم عليهم. قد تتظاهر هذه الصفة في الغرور، التكبر، الإنتقاد المفرط للآخرين، أو الرغبة في السيطرة والإنفراد بالرأي.

موقف الإسلام من النرجسية

الإسلام يحثّ على التواضع والإعتدال في النفس، وينهى عن الغرور والتعالي على الناس. فقد ورد في القرآن الكريم: "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً" (الإسراء: 37). والرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من تواضع لله رفعه" (رواه مسلم).

ومن هذا المنظور، تُعدّ النرجسية والإنغماس في حب الذات المفرط مخالفة واضحة لتعاليم الإسلام، لأنها تولّد الكبر، والبعد عن الله، وإهمال حقوق الآخرين.

أضرار النرجسية

النرجسية ليست مجرد صفة شخصية، بل لها آثار دينية واجتماعية، منها:

ابتعاد عن ذكر الله: إذ يجعل حب الذات الشخص مشغولًا بنفسه أكثر من اهتمامه بواجبه تجاه خالقه.

تأثير سلبي على العلاقات الإجتماعية: يؤدي الغرور والكبرياء إلى نفور الناس، وفقدان الثقة والإحترام المتبادل.

عقوبة دنيوية وأخروية: فالمتعجرف والمتكبر معرض للإنتقادات الإجتماعية، والعذاب في الآخرة إذا لم يتب إلى الله.

علاج النرجسية وفق الإسلام

الإسلام يقدم مجموعة من الحلول العملية للتخلص من النرجسية، مثل:

ممارسة التواضع: بالإعتراف بضعف النفس وحاجتها إلى الله.

مساعدة الآخرين: بالإنفاق في سبيل الله وخدمة المجتمع.

ذكر الله باستمرار: فالخضوع لله يُبعد الشخص عن الغرور.

التأمل الذاتي والمحاسبة: بمراجعة النفس والإعتراف بالأخطاء والعيوب.