ما معنى البِدعة في الإسلام؟

في الإسلام، تُعدُّ البِدعة من المفاهيم المحورية التي أثارت نقاشاً واسعاً بين العلماء، نظراً لإرتباطها بصحة العقيدة وسلامة العبادة. وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من البدع في عدد من الأحاديث، من بينها قوله: "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" (رواه أبو داود والترمذي).

البدعة

يُقصد بها كل ما أُدخل في الدين من العبادات أو الأقوال أو الأفعال التي لم يرد بها دليل من القرآن أو السنة، ويُظن أنها تقرّب إلى الله، وهي ليست كذلك.

أنواع البِدع

بدعة حقيقية (في الدين): وهي ما خالفت نصوص الشريعة وأُحدثت في أمور التعبد، مثل إضافة ركعات إلى الصلاة المفروضة، أو تخصيص عبادات بزمان أو كيفية لم يُشرعها النبي صلى الله عليه وسلم.

بدعة إضافية: وهي التي لها أصل في الشرع، لكن أُضيفت إليها كيفية أو هيئة غير مشروعة، كالجهر بالنية في الصلاة.

بدعة دنيوية: مثل المخترعات العلمية والتقنية، وهذه لا تُعدّ بدعة شرعية ما دامت لا تخالف أحكام الدين.

وقد فرّق بعض العلماء بين البِدعة المحرمة والبِدعة الحسنة، مستدلين بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن صلاة التراويح جماعة: "نِعْمَت البدعة هذه". لكن جمهور العلماء يرى أن البدعة الحسنة تُفهم باعتبار اللغة، لا الشرع، لأن القاعدة هي: "كل بدعة ضلالة" في أمور الدين.

ضوابط الحكم على البدعة

لكي يُحكم على أمرٍ ما بأنه بدعة، يجب توفر الشروط التالية:

أن يكون الأمر متعلّقاً بالدين أو التعبد.

أن يكون محدثاً، لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته مع وجود مقتضٍ له وعدم وجود مانع.

أن يُعتقد أن هذا الفعل يقرّب إلى الله.

ألّا يكون له أصل شرعي معتبر يدل عليه.

أثرها

في العقيدة: البدع العقدية قد تفضي إلى الإنحراف والضّلال، مثل الغلو في الأنبياء أو الأولياء.

في العبادة: قد تُبطل العبادة أو تُنقص أجرها.

في المجتمع: تُفضي إلى التفرقة، وظهور طوائف ومذاهب متنازعة.