-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
ما هو أول شيء خلقه الله تعالى؟
إن السؤال عن أول مخلوق خلقه الله تعالى من المسائل العقدية التي شغلت أذهان العلماء والمتكلمين والمفسرين، لما لها من صلةٍ وثيقة بفهم بداية الخلق، ومكانة المخلوقات في الترتيب الوجودي، وتجلّي حكمة الله في ترتيب خلقه.
العرش أم القلم
وردت نصوص كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية تُشير إلى مخلوقات أولى خلقها الله عزّ وجل، وأهمها: العرش والقلم. وقد اختلف العلماء: هل أول ما خُلق هو العرش أم القلم؟.
القلم
استند من قال إن أول مخلوق هو القلم إلى الحديث الذي رواه الإمام الترمذي وغيره، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة" (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح). وهذا الحديث يدل على أن القلم كان أول ما خُلق، وبه بدأ الله كتابة مقادير الخلق، في اللوح المحفوظ، مما يؤكد مبدأ القدر في العقيدة الإسلامية.
العرش
أما الفريق الآخر، فاستدل بقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وكان عرشه على الماء" (سورة هود: 7). وبحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء" (رواه مسلم)، فقالوا إن وجود العرش سابق على القلم، لأنه كان موجوداً قبل كتابة المقادير.
الجمع بين الأقوال
حاول بعض العلماء التوفيق بين هذين القولين، فقالوا إن أول ما خُلق من العالم الذي نعرفه نحن هو القلم، وأما العرش فقد يكون خُلق قبل ذلك، ولكن لا يُعتبر من جنس العالم السفلي، بل من عالم الغيب المطلق.
وقال آخرون، إن الحديثين لا يتعارضان، بل إن العرش خُلق أولاً، ثم الماء، ثم القلم، وهو الترتيب الذي يرجحه كثير من المحققين من أهل العلم، منهم الإمام ابن تيمية وابن القيم.
الحكمة من خلق القلم أولاً
إن خلق القلم أولاً يحمل دلالة عظيمة على أهمية العلم والكتابة في الإسلام، فبها يُحفظ الدين، وتُضبط الشريعة، وتُكتب مقادير الكون. وهذا يتوافق مع كون أول ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم هو قوله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (العلق: 1).