معنى "وجعلنا من الماء كل شيء حي"

تأتي الآية الكريمة "وجعلنا من الماء كل شيء حي" في سورة الأنبياء، لتشير إلى حقيقة علمية وروحية عميقة في الوقت ذاته. فالماء ليس مجرد سائل يشربه الإنسان أو تستخدمه الكائنات الحية، بل هو أساس الحياة على كوكب الأرض.

البعد العلمي

علمياً، تشير هذه الآية إلى أن كل الكائنات الحية تعتمد على الماء للبقاء على قيد الحياة. فالإنسان والحيوان والنباتات وحتى الكائنات الدقيقة تتكون أجسامها من نسب كبيرة من الماء، وتحتاج إليه في عملياتها الحيوية مثل الهضم، والتوازن الكيميائي، وتنظيم الحرارة، ونقل المواد الغذائية. في الواقع، تشكل المياه حوالي 60-70 في المائة من جسم الإنسان، ويمثل الماء العنصر الأساسي في خلايا جميع الكائنات الحية، مما يثبت صحة ما جاء في القرآن قبل قرون من الإكتشافات العلمية الحديثة.

البعد الروحي

إضافة إلى البعد العلمي، تحمل هذه الآية بعداً روحياً وعبرة للمؤمنين، فهي تُذكّر الإنسان بعظمة الخالق الذي جعل الحياة كلها تعتمد على عنصر بسيط لكنه ضروري. فالماء هنا رمز للرحمة والرزق الإلهي، الذي لا يمكن للكائنات العيش بدونه، كما يشير إلى وحدة أصل الحياة، مهما اختلفت أشكالها وألوانها.

الحكمة من الآية

الحكمة في قوله تعالى "وجعلنا من الماء كل شيء حي" تكمن في تذكير الإنسان بأن الحياة ليست مجرد وجود جسدي، بل هي منظومة دقيقة متكاملة تعتمد على توازن محدد. كما تشجع هذه الآية على الحفاظ على الموارد الطبيعية، خاصة المياه، وعدم الإسراف فيها، لأنها سر الحياة واستمراريتها.