مفهوم الحلال والحرام في الإسلام

يُعدُّ مفهوما الحلال والحرام من الرّكائز الأساسية في المنظومة الأخلاقية والتشريعية في الإسلام، فهما يحددان الإطار الذي يتحرك فيه المسلم في حياته اليومية، ويُستمدُّ هذا التقسيم من القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع، والقياس، وغيرها من مصادر التشريع الإسلامي.

الحلال

هو المباح والمطلق من القيود، أي كل ما أذن الله تعالى به لعباده من الأفعال والأقوال والمكاسب والأطعمة وغيرها، دون أن يترتب عليه إثم أو ضرر، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالاً طَيِّباً" (البقرة: 168). 

ويتّسع مفهوم الحلال ليشمل كل ما لا يتعارض مع مقاصد الشريعة، وهو الأصل في الأشياء. أي أن كل شيء في الأصل حلال، ما لم يرد نص بتحريمه، وهذا ما يعرف بقاعدة "الإباحة الأصلية".

الحرام

هو الممنوع والمحظور، كل ما نهى الله تعالى عنه نهياً جازماً، واقترن هذا النهي بوعيد أو عقوبة. والحرام يُثاب تاركه امتثالاً، ويُؤثم فاعله مثل أكل الميتة، والربا، والسرقة، والزنا، قال الله تعالى: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ" (المائدة: 3).

ويُعدُّ الحرام وسيلة لحفظ الضروريات الخمس التي جاءت الشريعة لحمايتها: الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال.

ما الحكمة من التشريع؟

جاءت أحكام الحلال والحرام لتحقيق مصالح العباد في الدنيا والآخرة، ودرء المفاسد عنهم. فالحلال يفتح للإنسان أبواب الطمأنينة والبركة، أما الحرام فيؤدي إلى الفوضى الأخلاقية والإجتماعية، ويُؤثّر سلباً على قلب الإنسان وسلوكه.

وقد راعت الشريعة التوازن والإعتدال، فلم تُحرِّم إلا ما ثبت ضرره على الفرد أو الجماعة، وشرعت بدائل حلال تغني عن المحرمات، مما يدل على رحمة الله وحكمته البالغة.