-
12:35
-
11:13
-
10:06
-
09:20
-
16:12
-
15:17
-
13:59
-
11:20
-
10:11
تابعونا على فيسبوك
مفهوم الهجرة في الإسلام
تُعدّ الهجرة من المفاهيم الأساسية في التاريخ الإسلامي، وهي ليست مجرد انتقال جغرافي من مكان إلى آخر، بل تحمل بعداً روحياً واجتماعياً عميقاً. يُشير الإسلام إلى الهجرة بأنها ترك الإنسان لما يُحظر عليه أو ما يهدد دينه وأخلاقه، بحثاً عن بيئة تحقق له الحرية الدينية والأمان الروحي والإجتماعي.
الهجرة في السياق التاريخي
تُعتبر هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة (الهجرة النبوية) الحدث الأكثر رمزية في تاريخ الإسلام، حيث مثلت الإنتقال من مجتمعٍ يضيق بالحرية الدينية إلى مجتمعٍ يتيح ممارسة الدين بحرية وأمان. وقد مثلت هذه الهجرة نقطة تحول في بناء الدولة الإسلامية الأولى، وأسست لمبادئ العدالة والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع.
الهجرة بين البعد الروحي والإجتماعي
في البعد الروحي، تعني الهجرة في الإسلام الإبتعاد عن كل ما يبعد الإنسان عن الله، سواء كان ذلك أفعالاً محرّمة أو بيئة فاسدة. فهي ليست فقط هجرة جسدية، بل هجرة قلبية وروحية نحو الطاعة والحق. أما في البعد الإجتماعي، فتشير الهجرة إلى السعي نحو بيئة تعزز القيم الإنسانية والإجتماعية، كالعدل والمساواة، والإبتعاد عن الظلم والإضطهاد.
شروط الهجرة المشروعة
أكد العلماء أن الهجرة مشروعة إذا كانت لسبب ديني أو لتحقيق مصلحة شرعية، ولم تكن لتحقيق منافع دنيوية فقط. فهي عبادة تحمل أجرها الكبير عند الله، كما ورد في القرآن الكريم: "وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً".
الهجرة في العصر الحديث
يمكن النظر إلى الهجرة المعاصرة في ضوء تعاليم الإسلام على أنها سعي الإنسان لتحسين ظروفه الحياتية والدينية، سواء كانت هذه الهجرة داخلية بين المدن، أو خارجية بين الدول. ويظل المبدأ الأساسي هو البحث عن بيئة تحفظ للإنسان كرامته ودينه وأخلاقه، دون التسبب في أذى للآخرين أو الإنسياق وراء مصالح دنيوية ضيقة.