ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

من هم السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة؟

الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 15:16
من هم السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة؟
Zoom

في مشهد مهيب يوم القيامة، حين تقترب الشمس من الرؤوس، ويعمّ الهول أرجاء المحشر، يبحث الناس عن مأوى، عن ظل يقيهم حرّ الشمس وعذاب الموقف. وفي هذه اللحظة التي تتجلى فيها عدالة الله ورحمته، يبرز تكريم إلهي لفئة خاصة من البشر.

وجاء في الحديث الصحيح المتفق عليه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه". (رواه البخاري ومسلم).

الإمام العادل

هو الحاكم الذي يزن الأمور بميزان الشرع والضمير، فلا يظلم ولا يتحامل، ويضع رضا الله فوق كل اعتبار. عدالته لا تقتصر على أحكام المحاكم بل تمتد لتشمل حسن التدبير، والنصح للأمة، ورفع الظلم.

شابٌ نشأ في عبادةِ الله

في عصر تكثر فيه المغريات وتنحسر القيم، يُكرم الله الشاب الذي ينشأ في طاعته ويختار طريق العبادة والزهد، متحدياً تيارات الإنحراف، فيكون نموذجاً يُحتذى في التقوى والإستقامة.

رجلٌ قلبُه معلّقٌ بالمساجد

المساجد ليست مجرد أماكن للركوع والسجود، بل هي محطات نور للقلوب المؤمنة، والرّجل الذي يُحبّ المساجد ويتردد عليها حُبّاً بصلاته وخشوعه، يكون من أهل الظِّل الإلهي يوم القيامة.

رجلان تَحابَّا في اللّه

في زمن المصالح والعلاقات المشروطة، يأتي "رجلُان تحَابّا في الله" كرمز للصداقة الصافية المبنية على الإيمان لا المنفعة، علاقتهما نزيهة تبدأ بالله وتنتهي به، فاستحقّا بذلك ظلّ الرحمن، قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبوداود في سننه: "إنَّ مِن عبادِ اللهِ لَأُناساً ما هم بأنبياءَ ولا شُهداءَ، يغبِطُهم الأنبياءُ والشُّهداءُ يومَ القيامةِ بمكانِهم مِن اللهِ تعالى، قالوا: يا رسولَ اللهِ، تُخبِرُنا مَن هم؟ قال: هم قومٌ تحابُّوا برُوحِ اللهِ على غيرِ أرحامٍ بَيْنَهم، ولا أموالٍ يتعاطَوْنَها، فواللهِ إنَّ وجوهَهم لَنُورٌ، وإنَّهم على نُورٍ، لا يخافونَ إذا خاف النَّاسُ، ولا يحزَنونَ إذا حزِن النَّاسُ"، وقرَأ هذه الآيةَ: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (يونس: 62).

رَجُلٌ قال "إِنّي أخافُ اللّهَ"

أي رجل طلبته للفاحشة امرأة حسناء ذات حسب ونسب، ومال وجاه، فقال: (إنِّي أخافُ اللهَ)، إما بلسانه زجْراً للمرأة عن طلبها الفاحشة، وتذكيراً لنفسه وردعا لها وتخويفاً، أو قال ذلك بقلبه وفعله بالإمتناع عن الإستجابة لها، ولا يمتنع عن مثل ذلك مع وجود كل هذه الدواعي إلا قلب عَظُم فيه الخوف من الله.

رجل تصدَّق بِصدقةٍ فأخفاها

يُكرَّم من يُخفي صدقته حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، وهو درس في الإخلاص، ورسالة بأن العطاء الخفي أحب إلى الله من التباهي، قال تعالى: "إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" (البقرة:271).

رجل ذَكر الله ففاضت عيناه

ذِكر الله في الخلوات دليل على تعظيم الله في جميع الحالات والأوقات، فمن الناس من إذا خلا بالله رفعته خلوته وكان ممن قال الله فيه: "مَّنْ خَشِىَ ٱلرَّحْمَٰنَ بِٱلْغَيْبِ وَجَآءَ بِقَلْبٍۢ مُّنِيبٍ" (ق:33).



إقــــرأ المزيد