-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
هل يعرف الميت أحوال أهله في الدنيا؟
منذ قديم الزمان، شغلت حياة ما بعد الموت تفكير الإنسان، وتعدّدت التساؤلات حول ما يحدث للروح بعد مفارقتها الجسد، وما إذا كان الميت على اتصال بما يجري في الدنيا. ومن أكثر الأسئلة تداولاً بين الناس: هل يعرف الميت أحوال أهله وأحبته في الدنيا؟.
رؤية الإسلام حول إدراك الميت
أكّد العلماء أن عالم البرزخ - وهو المرحلة التي تبدأ بعد الموت إلى يوم القيامة - عالم غيبي لا سبيل إلى معرفته إلا من خلال الكتاب والسنة. وقد وردت عدة نصوص تشير إلى أن الأموات على قدرٍ من الإدراك، لكن ليس على إطلاقه، فليس كل ما يجري في الدنيا يُعرض عليهم، قال الله تعالى: "وَمِنْ وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ" (المؤمنون: 100). تدل الآية على أن الموتى يدخلون عالماً مختلفاً عن الدنيا، لكن ذلك لا ينفي معرفتهم ببعض أحوال أهلهم إذا أذن الله.
وجاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد إذا وُضع في قبره وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم" (رواه البخاري ومسلم). هذا يدل على أن الميت يسمع في لحظة الدفن، ويشعر بمن حوله.
ماذا يشعر به الميت تجاه أهله؟
الإستبشار بالأعمال الصالحة: إذا عرضت على الميت أعمال أهله وكانوا على خير، فرح بذلك.
الحزن على التقصير: وإذا رأى منهم معاصي، شعر بالحزن أو دعا لهم بالهداية.
زيارة القبور: شرع الإسلام زيارة القبور للدعاء للأموات والعبرة، ولم يجعلها وسيلة للتواصل المباشر معهم، مما يدل على أن العلم بأحوال الأحياء ليس مطلقاً.
أقوال الفقهاء
الحنابلة وبعض السلف: يميلون إلى أن الميت يُعرَف بأخبار أهله ويُسَرّ أو يحزن.
الشافعية: أكثر تحفظاً، ويرون أن ذلك ليس على سبيل العموم، بل حالات خاصة.
وبالتالي فالعلم بأحوال الأحياء ليس ثابتاً لكل ميت على الدوام، وإنما يطّلع على ما شاء الله أن يُطلعه عليه.