-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
-
14:05
تابعونا على فيسبوك
هل يوجد سبع سماوات وسبع أراضين؟
يُثير موضوع السبع سماوات والسبع أراضين نقاشاً واسعاً بين المفسرين والباحثين في مجالات الدين والعلوم. فالنصوص الدينية، وعلى رأسها القرآن الكريم، تذكر بوضوح: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ" (الطلاق: 12)، لكن كيف يُفهم هذا النص؟ وهل يعني أن هناك سبع سماوات مادية وسبع أراضٍ حقيقية، أم أن الأمر يتعلّق بمستويات وطبقات وجودية تتجاوز إدراكنا البشري؟.
السبع سماوات في التفسير الإسلامي
المُفسّرون الأوائل كـ"ابن كثير" و"الطبري" أشاروا إلى أن السماوات السبع عبارة عن عوالم فوق عالمنا، بعضها فوق بعض، تفصلها مسافات لا يعلمها إلا الله. وجاء في الأحاديث النبوية أوصاف تؤكد ذلك، مثل حديث الإسراء والمعراج الذي ذكر لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في سماوات متعددة.
سبع أراضين
الآية تشير أيضاً إلى "الأراضين السبع"، وقد اختلف المفسرون في معناها:
- بعضهم قال إنها سبع طبقات من الأرض متراكبة.
- وآخرون اعتبروا أن المقصود سبع مناطق كونية شبيهة بالأرض في أماكن أخرى من الكون.
- ورأي ثالث ذهب إلى أن "الأرض" تشمل كل الكواكب التي تشترك مع أرضنا في صفات أساسية كالصلابة أو إمكانية الحياة.
بين الإيمان والعلم
القضية تحمل بُعدين متوازيين:
بُعد إيماني غيبي: النصوص الدينية تضع إطاراً عاماً لا يدرك تفاصيله إلا الله.
بُعد استكشافي علمي: الإكتشافات الفلكية تفتح آفاقاً لفهم أكبر للكون، لكنها لا تدعي كشف "الحقيقة النهائية" لماهية السماوات والأراضين.
تؤكد النصوص الإسلامية وجود سبع سماوات وسبع أراضٍ، لكن تحديد طبيعتها بدقة يتجاوز العلم البشري الحالي. الإيمان يدفعنا إلى التسليم بصدق الوحي، والعلم يحثنا على البحث المستمر لفهم هذا الكون الشاسع، دون تناقض بين الإثنين بل في تكامل يثري المعرفة الإنسانية.