ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

الحكمة من خلق السماوات والأرض في ستة أيام

الأربعاء 30 يوليو 2025 - 09:05
الحكمة من خلق السماوات والأرض في ستة أيام
Zoom

ورد في القرآن الكريم في مواضع عديدة أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام، كما في قوله تعالى: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ" (الأعراف: 54). وقد يتساءل البعض: لماذا خلق الله الكون في ستة أيام وهو القادر أن يقول للشيء "كن فيكون" في لحظة واحدة؟.

التدرّج والتمهّل

من أسماء الله الحسنى "الحكيم"، والحكمة تقتضي وضع الأمور في مواضعها. فالله قادر على أن يخلق الكون بلحظة، لكن اختياره أن يخلقه في ستة أيام فيه تعليم لعباده أن التدرج سُنّة كونية، وأن إنجاز الأعمال العظيمة يحتاج إلى تأنٍّ وتخطيط.

قيمة العمل المنظّم

جعل الله خلق السماوات والأرض على مراحل متتابعة حتى يدرك الإنسان أهمية النظام، وأن الإنجاز الأعظم يتحقق بخطوات مترابطة. وهذا منهج يُعلِّم البشر الصبر وعدم استعجال النتائج.

الرد على مزاعم أهل الكتاب

ذكر القرآن ستة أيام ليُبيِّن الحقيقة، ويصحح ما جاء في بعض الكتب السابقة من روايات محرفة تزعم أن الله "استراح" في اليوم السابع – وهو ما ينزَّه عنه سبحانه – فأكد الإسلام أن الله لم يمسَّه تعب، فقال تعالى: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ" (ق: 38).

إظهار عظمة الخلق

عندما يُذكر أن الله خلق السماوات والأرض بكل ما فيها من عجائب في ستة أيام فقط، يدرك العقل عظمة القدرة الإلهية، وأن هذا الإبداع الهائل تم في وقت قصير نسبياً مقارنة بضخامته واتساعه.

تحقيق التوازن بين القدرة والرحمة

اختيار ستة أيام بدلاً من لحظة واحدة فيه رحمة بالملائكة وسكان السماوات، إذ إن مراحل الخلق كانت مشهداً عظيماً شهدوه وتدرجوا في إدراكه، مما زادهم إيماناً وخشوعاً.



إقــــرأ المزيد