ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

الدّال على الخير كفاعله

الاثنين 02 يونيو 2025 - 10:24
الدّال على الخير كفاعله
Zoom

إن من أعظم القيّم التعاون على البر، والحثّ على الخير، والدلالة عليه. وقد بيَّن الإسلام أهمية هذا الجانب التربوي والإنساني في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله" (رواه مسلم).

وعن أنس رضي الله عنه: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستحمله، فلم يجد عنده ما يحمله، فدله على آخر فحمله، فأتى النبي صلى الله عيه وسلم فأخبره، فقال: "إن الدال على الخير كفاعله" رواه الترمذي.

ويدل الحديثان على أن مَن يُرشد أو يُعين أو يُشجع غيره على عمل صالح، فله أجر مساوٍ لأجر من قام بذلك العمل، دون أن ينقص من أجر الفاعل شيء. وهذا من فضل الله تعالى ورحمته بعباده، حيث يجعل للدالين على الخير نصيباً من الثواب، ولو لم يُباشروا العمل بأنفسهم.

ولا تقتصر الدلالة على الخير على الإرشاد المباشر، بل تشمل صوراً عديدة، منها:

التعليم والتوجيه: كأن يعلّم المرء غيره أمراً دينياً أو سلوكاً حسناً.

التحفيز والدعم النفسي: كأن يشجّع أحدهم على التصدق، أو حفظ القرآن، أو القيام لصلاة الفجر.

مشاركة المبادرات: كأن يروّج لحملة إغاثة، أو ينشر محتوى نافعاً على وسائل التواصل.

الإقتداء العملي: فالسلوك الصالح قد يكون سبباً في اقتداء الآخرين، دون قول أو توجيه مباشر.

والأكيد أن "الدّال على الخير كفاعله" هي مبدأ نبوي عميق يُؤسّس لفكرة التأثير الإيجابي في الآخرين، ويُعلي من شأن الإسهام في إصلاح المجتمع، ولو بالكلمة الطيبة أو الإشارة العابرة.



إقــــرأ المزيد