الشرك الخفي أسبابه وخطورته

يُعدّ الشِّرك بالله تعالى من أعظم الذنوب وأخطرها، قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ" (النساء: 48). ومع أن الشِّرك الأكبر ظاهرٌ بيِّن، فإن هناك نوعاً أخطر وأدق، وهو الشِّرك الخفي، الذي قد يقع فيه الإنسان دون أن يشعر، وهو ما حذّر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء. (رواه أحمد).

أسباب الشرك الخفي

- ضعف الإيمان والإخلاص: إذا لم يكن القلب ممتلئاً بتعظيم الله وحده، فإنه يميل إلى طلب رضا الناس.

- حب الثناء والمدح: الإنسان بطبعه يحب أن يُمدح، وهذا الحب إذا لم يُضبط قد يفسد النية.

- الجهل بخطورة الرياء: كثير من الناس لا يدرك أن الرياء من الشرك الأصغر.

- الإعتياد على المجاملة أو التظاهر: خاصة في الأمور الدينية كالعبادة أو الصدقة أو الدعاء أمام الناس.

- غياب المراقبة لله: من لا يراقب الله في سرّه وعلانيته، يقع في تزيين الأعمال للناس.

صور الشرك الخفي

- الصلاة أو قراءة القرآن أو الصدقة من أجل أن يُقال: "متدين" أو "محسن".

- إطالة السجود أو البكاء في الصلاة ليراه الناس.

- التحدث عن الأعمال الصالحة بهدف الإفتخار وليس النصيحة.

خطورته

- يُفسد العمل ويبطله: قال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه" (رواه مسلم).

- يُعرّض صاحبه لسخط الله: لأن العمل لم يكن خالصًا لله.

- يصعب اكتشافه والتوبة منه: لأنه دقيق، ويقع في النية.

- قد يؤدي إلى الشرك الأكبر إذا استمرّ العبد فيه.