ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

المكتبات الإسلامية بين النّشأة والتّطور

الخميس 26 يونيو 2025 - 09:15
المكتبات الإسلامية بين النّشأة والتّطور
Zoom

مثّلت المكتبات الإسلامية منذ ظهور الإسلام رُكناً أساسياً في بناء الحضارة الإسلامية، إذ أسهمت في نشر العلم، وحفظ التراث، وتسهيل سبل البحث والمعرفة. ومع تطور الدولة الإسلامية، تطورت معها أشكال المكتبات ومحتوياتها، حتى غدت منارات علمية يقصدها الباحثون من مختلف أنحاء العالم.

النّشأة

ترجع بدايات المكتبات الإسلامية إلى صدر الإسلام، حيث كان الإعتماد في البداية على التّلقي الشّفهي وحِفظ القرآن الكريم والسنة النبوية. ومع تدوين العلوم الإسلامية في القرن الأول الهجري، ظهرت الحاجة إلى جمع الكتب وتدوينها، فكانت المساجد أولى الحواضن للكتب، إذ خُصّصت فيها أماكن لحفظ المصاحف وكتب العلم، وأُطلق عليها اسم "خزانة الكتب" أو "بيت الحكمة" في بعض الحالات. ومن أهم المكتبات الإسلامية:

- بيت الحكمة في بغداد: تأسست في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد وازدهرت في عهد المأمون، وكانت مركزاً للترجمة والتأليف والبحث في مختلف العلوم.

- دار الحكمة في القاهرة: أنشأها الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، وضمت آلاف الكتب في مختلف مجالات المعرفة.

- مكتبة القيروان: إحدى أقدم المكتبات في الغرب الإسلامي، أسهمت في نشر العلوم الدينية واللغوية والطب والفلك.

- مكتبة الأندلس (قرطبة وغرناطة): ضمت مئات الآلاف من الكتب، وكانت منارة علمية في أوروبا الغربية خلال العصور الوسطى.

التّطور والإزدهار

شهدت المكتبات الإسلامية تطوراً كبيراً من حيث التنظيم والتصنيف، فقد وُضعت فهارس للكتب، ونُظّمت وفق مجالات المعرفة، كما تم توفير نسخ متعددة للكتب لتسهيل تداولها بين القراء والباحثين. وابتكرت بعض المكتبات أنظمة إعارة، وجلسات قراءة جماعية، وأحياناً حلقات دراسية داخل المكتبة نفسها.

وتعود أسباب هذا الإزدهار إلى الإهتمام الكبير بالعلم في الإسلام، واعتباره عبادة؛ رعاية الخلفاء والسلاطين والعلماء للمكتبات؛ حركة الترجمة النشطة من اليونانية والفارسية والسريانية إلى العربية؛ انتشار المدارس والجامعات الإسلامية التي اعتمدت على المكتبات كمراكز للمعرفة.



إقــــرأ المزيد