حقوق الجار في الإسلام

يبرز الإسلام كمنهج متكامل يدعو إلى حسن المعاملة والتراحم بين الناس، ويضع للجار مكانة عظيمة لم تصلها في أغلب الشرائع والقوانين الوضعية، فقد أولى له اهتماماً بالغاً وجعل حُسن الجوار من علامات الإيمان الصادق، بل من مكارم الأخلاق التي لا يستقيم المجتمع بدونها.

الجار في الإسلام

قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل يُوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه" (رواه البخاري ومسلم). وبذلك، تتجلى عظمة مكانة الجار في الإسلام، حيث يكاد يُلحق في بعض الحقوق بالأقارب، بل ويُؤمر المسلم بحسن معاملته، سواء كان الجار مسلماً أو غير مسلم.

حقوق الجار 

لقد بيّن القرآن الكريم والسنة النبوية جملة من الحقوق التي تجب للجار، ومن أبرزها:

الإحسان إليه: قال الله تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ..." (النساء: 36). 

كفّ الأذى عنه: فقد عدّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم أذيّة الجار من الكبائر، وقال: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن." قيل: من يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يأمن جاره بوائقه". (رواه البخاري). 

مشاركته في الأفراح والأحزان: من واجب الجار أن يقف مع جاره في الشدائد، ويشاركه أفراحه، ويواسيه في مصابه.

ستره وعدم التجسّس عليه: فالإسلام يدعو إلى صيانة حرمة البيوت، وينهى عن التجسّس وتتبع العورات، وخاصة ما كان بين الجيران.

إهداؤه ومشاركته الطعام: عن أبي ذر رضي الله عنه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك". (رواه مسلم).

أثر الإلتزام بحقوق الجار

حين تُطبّق تعاليم الإسلام في التعامل مع الجار، ينتشر الأمن الإجتماعي، وتقوى أواصر المحبة، وتقلّ مظاهر النزاع والفرقة. فالجار الصالح هو أول من يهرع للنجدة عند الحاجة، وأقرب الناس رحِماً رغم غياب النسب.