ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

فضل العشر الأول من ذي الحجة

الخميس 29 ماي 2025 - 11:54
فضل العشر الأول من ذي الحجة
Zoom

اختصّ الله تعالى بعض الأيام بفضائل عظيمة، فجعلها مواسم للطاعات ومواطن للخيرات، ومن بين هذه المواسم المباركة: العشر الأوائل من شهر ذي الحجة. فهي أيام عظيمة الشأن، عظّم الله قدرها ورفع مكانتها، وجعل العمل الصالح فيها أحب إليه من غيرها، بل فاق فضلها فضل كثير من العبادات في سائر الأيام، لما فيها من النفحات الربانية والمزايا الفريدة، وعلى رأسها أداء مناسك الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، والذي لا يكون إلا فيها.

عظَمة العشر في القرآن والسنة

ورد ذكر هذه الأيام في مواضع عدة من القرآن الكريم، فهي "الليالي العشر" التي أقسم الله بها في مطلع سورة الفجر، وهي "الأيام المعلومات" المذكورة في سورة الحج. وتكتسب هذه الأيام عظمتها من اشتمالها على أيام عظيمة، كـيوم عرفة، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويوم العتق من النار والمباهاة بأهل الموقف، ويوم النحر، الذي يعد أفضل أيام الدنيا، ويُعد من أبرز شعائر الإسلام، لِما فيه من الأضاحي وإحياء سنة الخليل إبراهيم والنبي محمد عليهما أفضل الصلاة والسلام.

وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" – يعني أيام العشر – قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
رواه البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه.

العبادات المستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة

الحج والعمرة

أعظم ما يُتقرّب به إلى الله في هذه الأيام هو أداء فريضة الحج، لمن استطاع إليه سبيلاً. فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" (متفق عليه).

الصيام

يستحب للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة أو ما استطاع منها، لما للصيام من فضل عظيم، ولثبوت صيام النبي صلى الله عليه وسلم لها. فقد روت بعض أمهات المؤمنين: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر".
رواه النسائي وأبو داود وصححه الألباني.

الأضحية

من الشعائر المؤكدة يوم العيد، وهي سنة مؤكدة للقادرين عليها، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضي الله عنه قال: "ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر، ووضع رجله على صفاحهما" (متفق عليه).

الذكر والتكبير

يُستحب الإكثار من ذكر الله تعالى في هذه الأيام، وخاصة التكبير والتهليل والتحميد والتسبيح، جهراً في المساجد والطرقات والمنازل، إعلاناً بتعظيم الله وشكره على نعمه. قال الله تعالى:
"ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام" (الحج: 28).

إن العشر الأوائل من ذي الحجة فرصة ثمينة لكل مسلم ومسلمة لاغتنام الأجر ورفع الدرجات، وهي أيام عظيمة تتطلب منا يقظة القلب، وحسن الاستعداد، والاجتهاد في الطاعة، فإنها لا تتكرر إلا مرة واحدة في العام، وقد لا تُتاح لنا الفرصة لبلوغها مرة أخرى. فنسأل الله أن يوفقنا فيها للعمل الصالح، وأن يكتب لنا فيها القبول والمغفرة.



إقــــرأ المزيد