قرين الإنسان.. ماهيته ومكان وجوده

القرين في المفهوم الإسلامي هو كائن غير مرئي ملازم للإنسان منذ ولادته وحتى وفاته، يُعتقد أن لكل إنسان قريناً من الجن، يرافقه في حياته اليومية، ويؤثر عليه بطرق مختلفة، ورد ذكر القرين في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث يصفه البعض بأنه رفيق خفي يُحاول إغواء الإنسان ودفعه نحو الشر، فيما يعتبره آخرون جزءاً من الإختبار الإلهي في الحياة الدنيا، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث قال: "ما منكُم من أحدٍ إلَّا وقد وُكِّلَ بهِ قرينُهُ منَ الجنِّ . قالوا : وإيَّاكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال : وإيَّايَ إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَني علَيهِ فأسلَمَ فلا يأمرُني إلَّا بخيرٍ".

ماهية القرين

القرين هو كائن من عالم الجن، وهو مختلف عن النفس البشرية، لكنه مرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، ووظيفته في الغالب تكون محاولة إغواء الإنسان وإبعاده عن طريق الخير، لكنه لا يملك السيطرة الكاملة على إرادة الإنسان، فالإنسان له القدرة على مقاومة وساوس القرين بالإستعانة بالله وبالإقتداء بالسلوكيات الصالحة، قال الله تعالى: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: "إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله تعالى خنس، وإن نسي الله التقم قلبه".

مكان وجوده

مكان وجود القرين غير محدد بدقة، فهو كائن غير مادي لا يُرى ولا يُلمس، لكنه موجود مع الإنسان في كل زمان ومكان، ويُعتقد أنه يرافق الإنسان في القلب أو الروح، أو يمكن اعتباره كظل روحي ملازم له.

القرين لا يغادر الإنسان إلا عند الموت، حيث يبتعد ويترك النفس لتنتقل إلى الآخرة، ويتفاوت تأثير القرين بحسب الظروف الروحية والنفسية للإنسان.