ما هي الباقيات الصالحات؟

الباقيات الصالحات مصطلح قرآني عظيم ورد في أكثر من موضع في كتاب الله تعالى، وهو يشير إلى الأعمال الصالحة التي تبقى لصاحبها ثواباً وذخراً عند الله يوم القيامة، وتستمر آثارها حتى بعد رحيل الإنسان من الدنيا. قال تعالى: "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا" (الكهف: 46).

معنى الباقيات الصالحات

اختلف العلماء في تفسيرها، لكنهم أجمعوا على أن المقصود بها الأعمال التي ترضي الله وتدوم بركتها في الدنيا والآخرة. ومن أبرز ما ورد في التفسير:

أنها الأذكار المشروعة مثل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وقيل: هي كل عمل صالح يبقى أثره، من صلاة وصيام وزكاة وصدقة وعلم نافع وبر بالوالدين وإحسان للناس.

إذن فالمعنى الجامع أنها كل قول أو فعل يقرب إلى الله عز وجل، ويظل ثوابه ممتداً لصاحبه.

لماذا سُمّيت "الباقيات"؟

سميت بذلك لأنها تبقى ولا تزول، بخلاف زينة الدنيا من مال وجاه وسلطة، فهي فانية لا تدوم. بينما الأعمال الصالحة تبقى محفوظة عند الله، ويجني المؤمن ثمرتها في حياته وبعد موته.

صور من الباقيات الصالحات

الذكر: التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير.

العبادات: الصلاة، الصيام، الحج، تلاوة القرآن.

الصدقة الجارية: كحفر بئر، بناء مسجد، طباعة مصحف.

العلم النافع: تعليم علم أو نشر معرفة تعود بالنفع على الناس.

الذرية الصالحة: ولد صالح يدعو لوالديه.

قيمتها وأثرها

الباقيات الصالحات هي الرصيد الحقيقي للإنسان عند الله، وهي التي تنفعه عند الحساب، وتشفع له في المواقف العصيبة يوم القيامة، وهي أيضاً التي تمنح حياة المسلم معنى أسمى، إذ تربطه بالآخرة وتجعله ينظر إلى ما هو أبقى من متاع الدنيا وزينتها.