-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
ما هي الروحانيات في الصوفية؟
الروحانيات من الركائز الأساسية في التصوف الإسلامي، إذ تمثل جوهر التجربة الصوفية التي تسعى إلى الوصول إلى الله عبر تهذيب النفس، وتزكية الروح، والإنفصال التدريجي عن المظاهر المادية للحياة. وتقوم الروحانية الصوفية على الإيمان بأن الطريق إلى الحق لا يُسلك بالعقل فقط، بل بالقلب والوجدان والسلوك أيضاً، من خلال مجاهدة النفس واتباع نهج روحي صارم ومتدرج.
أصل الروحانية في التصوف
ينطلق الصوفيون من المفهوم الإسلامي للروح باعتبارها نفخة من روح الله، كما ورد في القرآن الكريم: "فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي" (سورة الحجر: 29). وهذه النفخة الإلهية، حسب الصوفية، هي الرابط الذي يجمع الإنسان بخالقه، والطريق الذي يجب تنقيته للوصول إلى المعرفة الحقيقية بالله، وهو ما يُعرف عندهم بـ"المعرفة الذوقية" أو "الكشف".
أسس الروحانية الصوفية
الزهد والتجرد: التخلي عن التعلق بالدنيا ومغرياتها، وتطهير القلب من حب المال والمنزلة.
الذكر والمناجاة: المواظبة على ذكر الله، سواء بالأذكار اللفظية أو بالحضور القلبي الدائم، وهو ما يُعرف بـ"الذكر القلبي".
المراقبة والمحاسبة: مراقبة النفس في كل أفعالها وأقوالها، ومحاسبتها على التقصير، في سبيل تحقيق الإخلاص الكامل.
الخلوة: وهي العزلة الروحية التي ينقطع فيها الصوفي عن الناس لفترات من أجل التفرغ للذكر والتأمل.
السماع والوجد: استخدام الإنشاد والموسيقى الروحية كوسائل لإيقاظ الروح وتحفيز الشوق إلى الله.
الروحانيات في التجربة الصوفية
يصف الصوفية رحلتهم الروحية بأنها تبدأ من "الشريعة"، وتمر عبر "الطريقة"، لتنتهي عند "الحقيقة". في هذا الطريق، يتدرج السالك عبر مقامات مثل: التوبة؛ الزهد؛ الصبر؛ الرضا؛ المحبة؛ الفناء: وهي الذروة، حين "يفنى" العبد عن ذاته ليبقى في حضرة الله.
الروحانيات في الصوفية ليست فلسفة مجردة ولا طقوساً باهتة، بل هي رحلة وجودية عميقة تستهدف تحرير الإنسان من أسر الظواهر، وفتح بصيرته على المعاني الباطنة، ليذوق شيئاً من نور الحقيقة الإلهية.