ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

ما هي شروط التّوبة النّصُوح؟

الأربعاء 11 يونيو 2025 - 10:22
ما هي شروط التّوبة النّصُوح؟
Zoom

في عالم يضجّ بالتحديات والإنزلاقات الأخلاقية والروحية، تبقى التّوبة النّصُوح بصيص النور الذي يبدّد عتمة الذنوب، ومرفأ الأمان الذي يعود إليه الإنسان بعد رحلة التيه والبعد عن الله. فما هي شروط التّوبة النّصوح التي حددتها الشريعة الإسلامية؟.

مفهوم التوبة النصوح

هي التوبة الصّادقة الخالصة من كل شائبة، والتي يُقلع فيها الإنسان عن الذنب بقلب خاشع ونية ثابتة على عدم العود، كما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً" (التحريم: 8).

شروطها

اتفق علماء الشريعة على أن التّوبة لا تكون نصوحاً ومقبولة عند الله إلا بتحقق أربعة شروط أساسية، وهي:

الإقلاع عن الذنب فوراً: لا تصح التوبة مع الإستمرار في ارتكاب الذنب. فلابد من التوقف الفوري عن المعصية، سواء كانت قولاً أو فعلاً أو تفكيراً محرّماً.
 
النّدم على ما فات: وهو جوهر التوبة وروحها، فالنّدم الصادق يعني شعور القلب بالألم بسبب اقتراف الذنب، والإعتراف الداخلي بالتقصير في حق الله.

العزم على عدم العودة: أي أن يعقد التائب العزم الأكيد على ألا يعود لذلك الذنب أبداً، حتى وإن غُلب بعد ذلك، فالمهم هو صدق العزم عند التوبة.

ردّ الحقوق إلى أصحابها: فإذا كان الذنب يتعلق بظلم الآخرين، فلا بد من ردّ المظالم، أو طلب العفو من المظلوم، سواء كان مالاً، أو عرضاً، أو غير ذلك.

التّوبة تجب ما قبلها

باب التوبة مفتوح في كل وقت، ما لم تغرغر الروح أو تطلع الشمس من مغربها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" (رواه الترمذي). ومن رحمة الله بعباده أن التوبة تمحو الذنوب مهما عظمت، بل وتبدّل السيئات إلى حسنات، كما في قوله تعالى: "فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ" (الفرقان: 70).

والتّوبة النّصوح ليست حكراً على فئة معينة، بل هي دعوة ربانية تشمل الجميع: العاصي، والمُقصّر، وحتى من ظنّ أن لا رجاء له، فقد قال الله تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ" (الزمر: 53).



إقــــرأ المزيد