-
09:32
-
14:52
-
11:26
-
10:14
-
08:30
-
15:11
-
10:44
-
09:17
-
08:23
تابعونا على فيسبوك
موقف الإسلام من العولمة
تشكل العولمة أحد أبرز الظواهر المعاصرة التي تؤثر على المجتمعات كافة، سياسياً، واقتصادياً، وثقافياً، واجتماعياً. وقد اختلفت المواقف بين من يرى فيها فرصة للتقدم والتطور، ومن يُحذّر من مخاطرها على الهوية والثقافة. في هذا السياق، يطرح الإسلام موقفاً متوازناً قائماً على القيم والمبادئ الشرعية، تتيح الإستفادة من جوانب العولمة المفيدة، وتجنب سلبياتها.
العولمة بين المنفعة والضرر
العولمة ظاهرة عالمية تتسم بالإنفتاح الإقتصادي والتكنولوجي والثقافي، وانتشار المعلومات بشكل غير مسبوق. ومن منظور إسلامي، يمكن أن تكون مصدراً للخير إذا استُخدمت في خدمة الإنسان والمجتمع، مثل تبادل المعرفة، ونقل العلوم الحديثة، وتعزيز التعاون الدولي بما يرفع من مستوى الرفاهية ويحقق العدالة الإجتماعية. لكن العولمة تحمل مخاطر كبيرة إذا لم تُقيد بالقيم الأخلاقية، إذ قد تؤدي إلى الإستهلاك المفرط، وإضعاف الهوية الثقافية والدينية، ونشر قيم مادية متناقضة مع مبادئ الإسلام. لذلك، يشدد الفكر الإسلامي على الحذر من التأثر الأعمى بالثقافات الأخرى دون فلترة شرعية وأخلاقية.
الإسلام والتفاعل مع العالم
الإسلام لا يعزل المسلمين عن العالم، بل يدعوهم إلى الإنفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى مع الحفاظ على المبادئ الثابتة. يقول الله تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" (التوبة:105)، ما يشير إلى أهمية العمل الصالح ضمن بيئة معولمة، مع التمسك بالقيم. وهذا يترجم عمليًا إلى قبول الفوائد العلمية والتقنية للعولمة، مثل التعليم الإلكتروني، والتبادل التجاري العادل، والتعاون الطبي والبحثي، شريطة ألا تتعارض هذه الفوائد مع الشريعة أو تهدد الهوية الإسلامية.
الضوابط الشرعية للعولمة
حدّد الإسلام مجموعة من الضوابط لمواجهة سلبيات العولمة، أهمها:
التمسك بالهوية الدينية والثقافية: المحافظة على اللغة العربية، والعبادات، والأخلاق الإسلامية، وعدم الانسياق وراء ما يخالف القيم.
العدالة الإقتصادية والإجتماعية: رفض الإستغلال الإقتصادي، والتجارة غير العادلة، وضمان حماية حقوق الإنسان.
اختيار القيم النفعية: قبول ما ينفع البشرية مثل التكنولوجيا والعلوم، ورفض ما يضرها مثل الفساد، والانحلال الأخلاقي، والعولمة المفرطة للثقافة الإستهلاكية.