هل سيدنا عيسى مازال على قيد الحياة؟

إن موضوع حياة النبي عيسى عليه السلام من القضايا العقدية التي أثارت اهتمام المسلمين والمسيحيين على حد سواء، إذ تتباين الرؤى الدينية حول مصيره بعد حادثة الصلب المزعومة.

الموقف في العقيدة الإسلامية

يؤمن المسلمون، استناداً إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، بأن عيسى عليه السلام لم يُقتل ولم يُصلب، وإنما رفعه الله إليه حيّاً. قال تعالى: "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " (النساء: 157-158).

وهذا النص يوضح بجلاء أن المسيح لم يمت، بل رفعه الله بروحه وجسده إلى السماء، وهو حيّ عند الله، محفوظ من القتل والصلب. كما تؤكد الأحاديث النبوية الشريفة أن عيسى سينزل في آخر الزمان ليكون علامة من علامات الساعة الكبرى، فيكسر الصليب ويقتل الدجال ويقيم العدل، ثم يمكث في الأرض فترة قبل أن يتوفاه الله وفاة طبيعية.

البُعد العقدي والروحي

الإعتقاد بحياة عيسى عليه السلام يُمثل عند المسلمين يقيناً بوعد الله، ودليلاً على قدرته في حفظ أنبيائه من مكر الكافرين. كما أن نزوله في آخر الزمان يرمز إلى تحقيق العدالة الإلهية وعودة الحق ليعلو على الباطل.

من المنظور الإسلامي، سيدنا عيسى عليه السلام ما زال حياً، مرفوعاً عند الله، وسيعود في آخر الزمان ليؤدي دوراً عظيماً في أحداث النهاية.