-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
-
14:05
تابعونا على فيسبوك
الإسلام دين التعايش
في زمنٍ تتزايد فيه التحديات الإنسانية، وتشتدّ فيه نيران الإنقسامات العِرقية والدينية، يسطع من قلب الرسالة الإسلامية نورٌ خالد، يؤكد أن الإسلام لم يكن يوماً دين صراع، بل هو دعوة أصيلة للتّعايش والتّراحم بين البشر، على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ومعتقداتهم، مصداقاً لقوله تعالى: "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (الحجرات: 13).
التّعايش ليس مجرد تسامح
غالبًا ما يُختزل التّعايش في التّسامح، لكن الإسلام يقدّم رؤية أعمق: التعايش هو تفاعل إيجابي، لا مجرد قبول للآخر بل حب للخير له، ودعوة له بالهداية، ومعاملة كريمة له وإن خالفك الدين والمعتقد، كما قال تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبيّن الرُّشد من الغي" (البقرة: 256).
محمد صلى الله عليه وسلم.. نموذج التّعايش العملي
في المدينة المنورة، أسّس رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مجتمعاً متعدّد الديانات، تعايش فيه المسلمون مع اليهود والمشركين في ظل "وثيقة المدينة"، والتي تُعدّ من أولى دساتير التعايش المدني في التاريخ، وقد ضمنت للجميع حرية الإعتقاد، والأمن المشترك، والعدالة في الحقوق والواجبات.
والتّعايش لم يعد خياراً فكرياً بل ضرورة إنسانية، والإسلام بما يحمله من قيم الرحمة والعدل والمساواة، يملك أن يقدّم للعالم نموذجاً حضارياً للخروج من نفق الكراهية، نحو أفق التّعاون وبناء السلام.