ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

الحياء خُلق الإسلام

الاثنين 09 يونيو 2025 - 08:19
الحياء خُلق الإسلام
Zoom

تظل الأخلاق هي صمّام الأمان الذي يحفظ المجتمعات من الإنهيار، وعلى رأس هذه الأخلاق يأتي الحياء، ذلك الخُلق النبيل الذي اعتبره الإسلام جوهر الفضيلة وأساس المروءة، بل قرنه بالإيمان في غير موضع.

الحياء في ميزان الإسلام

الحياء في الإسلام يشمل الحياء من الله، والحياء من الناس، والحياء من النفس. فمن استحيا من الله حق الحياء، اجتنب المعاصي ولو خفيت، ومن استحيا من الناس تجمّل بالخلق، ومن استحيا من نفسه ارتقى بنفسه فوق سفاسف الأمور.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار" (رواه أحمد والترمذي). وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقاً، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ" (رواه ابن ماجه بسند حسن).

الحياء خُلق الملائكة والمرسلين

الحياء خُلق كريم، ولهذا يتصف به أكرم الخلق فهو من صفات الملائكة المكرمين، وسمات النبيين والمرسلين، فقد وصف رسولنا صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام فقال فيما رواه البخاري: (إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلاً حَيِيّاً سِتِّيراً، لَا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ). 

وأما نبينا صلى الله عليه وسلم فقد ملك ناصية الحياء، وبلغ منه ذراه؛ فقد وصفه أصحابه ومنهم أبو سعيد الخدري فقال: "كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشد حياءً من العذراء في خِدْرها، فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه" (رواه أحمد).

والحياء ليس خُلقاً اختيارياً في الإسلام، بل هو جزء لا يتجزأ من شخصية المسلم الصادق، هو بوابة الخير، ودرع للفضيلة، ومنبع للطمأنينة والسكينة. ولهذا كان الحياء شعار الصالحين، ودثار المتقين، ودليل عقل وخلق ودين، وهو في الدنيا طريق خير وصلاح، وفي الآخرة سبيل سعادة وفلاح.



إقــــرأ المزيد