فضل الصبر على الإبتلاء

الإبتلاء سُنّّة من سُنن الله في خلقه، يختبر بها عباده ويمتحن بها صدق إيمانهم، فيرفع بها درجات الصابرين ويطهر بها ذنوبهم. وليس هناك طريق إلى الجنة يخلو من الإبتلاء، كما قال تعالى: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا" (البقرة: 214).

الصبر وأقسامه

الصبر هو حبس النفس على ما تكره، ابتغاء وجه الله، وينقسم إلى ثلاثة أقسام:

- صبر على الطاعة: مثل الصبر على أداء الصلاة والصيام وسائر العبادات.

- صبر عن المعصية: كالصبر عن الكذب والغش والنظر المحرم.

- صبر على البلاء: ويشمل الصبر على المصائب والآلام والشدائد.

أنواع الإبتلاء

قد يبتلي الله عباده في النفس أو المال أو الأهل أو الصحة أو الأمن، كما قال تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (البقرة: 155).

فضل الصبر 

- محبة الله للصابرين: قال تعالى: "وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ" (آل عمران: 146).

- الأجر العظيم بلا حساب: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ" (الزمر: 10).

- تكفير الذنوب ورفع الدرجات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همٍّ ولا حزنٍ ولا أذى ولا غمٍّ حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه" (متفق عليه).

- علامة على قوة الإيمان والرضا بالقضاء: الصابر على البلاء يرضى بحكم الله ويوقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، فيسلم الأمر لله وهو موقن بلطفه.

- الصبر باب من أبواب الجنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن عِظم الجزاء مع عِظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" (رواه الترمذي).