ما هي الأعمال التي تَجِبُ فيها النية؟

النّية في الإسلام ليست مجرد خاطر قلبي، بل هي الركيزة التي يقوم عليها العمل، وشرط أساسي لقبوله عند الله، فهي التي تميّز بين العادة والعبادة، وبين الطاعة والمخالفة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى..." (متفق عليه). 

العبادات التي لا تصحُّ بدون نية

النّية شرط في صحة جميع العبادات، لأنها تُحدّد المقصود من العمل، ومن أبرزها:

- الصلاة: لا تصح الصلاة دون نية، إذ يجب على المصلي أن يُحدّد في قلبه أنه سيؤدي صلاة معينة.

- الصوم: يُشترط النّية فيه أيضاً، خاصة في صوم رمضان، ويكفي أن تُعقد النّية في القلب من الليل.

- الزّكاة: يشترط فيها النّية عند إخراج المال، للتمييز بين الزّكاة والصّدقة العادية.

- الحج والعمرة: تُفتتح بالإحرام، وهو نية الدخول في النسك.

- الوضوء والغُسل: جمهور العلماء يشترطون النية لصحة الطهارة.

النّية في العادات والمعاملات

ليست العبادات فقط ما تُشترط فيها النّية، بل حتى الأعمال العادية يمكن أن تتحول إلى عبادات بنيّة صادقة، فالمسلم إذا أكل ليقوّي نفسه على الطاعة، أو نام ليستعين على قيام الليل، كُتب له الأجر على هذه الأفعال. قال أحد السلف: "رُبّ عمل صغير تعظّمه النية، ورُبّ عمل عظيم تصغّره النية".

كذلك في المعاملات، تلعب النّية دوراً مُهماً في تمييز الحلال من الحرام، فنية البيع أو الشراء يجب أن تكون واضحة، والنّية تؤثر في أبواب عديدة كالهبة، والوصية، والكفارات، والنذور.

النية والرياء

النية أيضاً هي الفيصل بين الإخلاص والرياء، فمن قام بعمل صالح لا يُريد به إلا ثناء الناس، فقد أحبط عمله، قال تعالى: "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يُشرك بعبادة ربه أحداً" (الكهف: 110).