ما هي الكبائر في الإسلام؟

الكبائر هي الذّنوب التي توعّد الله تعالى مرتكبيها بعقوبة في الدنيا أو الآخرة، وجاء بشأنها نهي صريح في القرآن أو السُّنة، وغالباً ما تقترن باللعن أو الغضب أو الحدّ الشرعي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويخرج الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت ويجتنب الكبائر السبع إلا وقيل له يوم القيامة ادخل الجنة بسلام".

فما هي كبائر الذنوب؟

روى أبو هريرة رضيَ الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ".

الشِّرك بالله

إن أعظم ما عُصي به الله منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا هو الشِّرك به سبحانه وتعالى حتى وصف الله هذا الذنب بالظّلم العظيم، فقال سبحانه وتعالى: "إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ". وقوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ".

السِّحر

يُعدّ السّحر وتعلّمه من الكفر، ومن أقرّ بفلان أنّه ساحر يعلم الغيب فقد كفر، لأنّ الغيب لا يعلمه إلّا الله، وهو بذلك ادّعى بأن غير الله قد علم الغيب، قال تعالى: "وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ".

قتل النفس بغير الحق

فقد حرّم الله على المسلم قتل النفس بغير حق شرعى، قال تعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً". وروى البراء بن عازب عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "لَزوالُ الدُّنيا أَهْوَنُ على اللَّهِ مِن قتلِ مؤمنٍ بغيرِ حقٍّ".

أكل الرِّبا

حرّم الله على المسلمين الرِّبا وذلك لقوله تعالى: "وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا". وقال عز وجل: "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ".

أكل مال اليتيم

نهى الله سبحانه وتعالى عن أكل مال اليتيم، فقال تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ". وقال جلّ جلاله: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً".

التّولي يوم الزحف

يُقصد به التّراجع عند إلتقاء جيوش المسلمين بجيوش الكافرين في أرض المعركة وبدء القتال، وقد أمرنا الله عز وجل بالجهاد في سبيله ومحاربة عدو الله والثبات أمام العدو.

قذف المُحصنات الغافلات

اتّهام المؤمنات العفيفات التي لا تأتي الفواحش، وقد عدّه الإسلام من الكبائر لما فيه من الإعتداء على العرض، قال الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ".

بين الكبائر والتّوبة

رغم خطورة الكبائر، فإن الإسلام لا يغلق باب الرحمة، بل على العكس جعل من التوبة الصادقة مخرجاً رحيماً، وأملاً دائماً في تصحيح المسار. يقول الله تعالى في محكم كتابه: "قُلْ يَا عِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً".