-
11:22
-
10:04
-
09:16
-
16:08
-
14:19
-
11:25
-
10:02
-
09:13
-
13:03
تابعونا على فيسبوك
هل السِّحر يُغيّر الأقدار؟
يُعدّ موضوع السِّحر من القضايا التي أثارت جدلاً واسعاً عبر العصور، بين من يبالغ في تأثيره حتى يراه قادراً على قلب الموازين وتغيير مصائر الناس، وبين من ينكر وجوده جملةً وتفصيلاً. والحقيقة أن النظرة الإسلامية، بل وحتى العقلية، تقدّم تصوراً متوازناً يرفع الالتباس عن هذه المسألة.
حقيقة السِّحر في الإسلام
أقرّ القرآن الكريم بوجود السِّحر كظاهرة واقعية، لكنه في الوقت ذاته بيّن حدوده. قال تعالى: "فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ" (البقرة: 102). فالآية تشير إلى أن للسِّحر أثراً في الإيذاء والتفريق والضرر النفسي أو الجسدي، لكن تأثيره ليس مطلقاً، بل مقيد بمشيئة الله.
الأقدار بيد الله وحده
القدر من عقائد الإسلام الأساسية، ويعني أن كل ما يقع في الكون إنما يتم بعلم الله وإرادته. ومن هنا، فإن الإعتقاد بأن السحر قادر على تغيير مصير الإنسان أو تبديل ما كتبه الله له، يُعتبر خللاً في العقيدة. فالسحر قد يكون سبباً في ابتلاء، لكنه لا يخرج عن دائرة القضاء والقدر.
السحر بين الوهم والتأثير النفسي
في كثير من الأحيان، يكون أثر السحر نفسياً أكثر من كونه مادياً، فالخوف من السحرة أو الإيمان المطلق بقدرتهم يجعل الإنسان يعيش تحت وطأة الوهم، فينعكس ذلك على صحته وسلوكه وعلاقاته. وفي هذا السياق، قال بعض العلماء إن أعظم ما يملكه الساحر هو زرع الخوف في القلوب.
الحماية من السحر
الإسلام وضع وسائل وقائية وعلاجية من السحر، أبرزها التمسك بذكر الله، وقراءة المعوذات، والمحافظة على الصلوات، والدعاء. كما أن الرقية الشرعية تُعدّ من أنفع الأساليب لرفع أثر السحر والوقاية منه، بعيداً عن الدجل والشعوذة.