-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
مفهوم الأُخوّة في الإسلام
يحمل الإسلام بين تعاليمه قيماً خالدة تسعى إلى بناء مجتمعات قائمة على المحبة والتماسك، ومن أبرز هذه القيم مفهوم الأُخوّة، الذي يُعدّ ركيزة أساسية في المنظومة الإسلامية.
الأُخوّة في الإسلام
يُعرّف الإسلام الأُخوّة بأنها رابطة روحية تجمع بين المسلمين، تتجاوز حدود العِرق واللغة والنسب. فقد قال الله تعالى في سورة الحجرات: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ". هذه الأُخوّة لا تقتصر على الشعور العاطفي، بل تتجلى في سلوكيات عملية كالتكافل، والنصيحة، والستر، وحفظ الغيبة، ونصرة المظلوم، وهي بذلك تُرسّخ نسيجاً اجتماعياً قوياً يضمن تماسك المجتمع.
نموذج الأُخوّة
جسّد النبي محمد صلى الله عليه وسلم الأُخوّة في أبهى صورها، ليس فقط قولاً بل تطبيقاً. فعندما هاجر إلى المدينة، آخى بين المهاجرين والأنصار، في مشهد يُعدّ من أروع صور التضامن الإنساني، حيث اقتسم الأنصار أموالهم ومساكنهم وقلوبهم مع إخوانهم الجُدد، دون مِنّة أو تردد. وتحفل السيرة النبوية بمواقف تبرز هذا البُعد، منها قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (رواه البخاري ومسلم).
ورغم أن الأُخوّة في أصلها ترتبط برابطة الإيمان، فإن روحها الإنسانية تتسع لتشمل غير المسلمين في إطار التعامل بالحسنى، واحترام الكرامة الإنسانية، وهو ما تؤكده آيات كثيرة، أبرزها قوله تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" (البقرة: 83).