-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تصنيف فرعي
تابعونا على فيسبوك
مفهوم الوسطية والإعتدال في الإسلام
في ظل التغيرات المُتسارعة والتّحولات الفكرية التي يشهدها العالم الإسلامي، يبرز مفهوم الوسطية والإعتدال بوصفه أحد الأسس المحورية في بناء الشخصية الإسلامية المتزنة والمجتمعات المستقرة.
الوسطية
هي العدل والخيار، وهي أفضل الأمور وأنفعها للناس، كما تعرّف على أنّها الإعتدال في كلّ أمور الحياة ومنهاجها، ومواقفها، وتصرافاتها، فالوسطية ليست مجرد خيار فقهي أو توجّه فكري، بل هي مبدأ قرآني وركيزة من ركائز الرسالة المحمدية، تعكس روح الإسلام وجوهره الإنساني المتسامح، كما جاء في قول الله تعالى: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً" (البقرة: 143).
أما السنة النبوية، فهي تطبيق عملي للوسطية، إذ كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونه متوازناً: في عبادته، في معيشته، في معاملته لأصحابه، وفي تعامله مع غير المسلمين. قال رسول الله: "إن الدين يسر، ولن يُشاد الدين أحدٌ إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا..." (رواه البخاري).
الإعتدال
هو الإستقامة، والتزكية والإستواء، والتوسّط بين حالين، وهما: مجاوزة الحدّ المطلوب والقصور عنه، كما يعرّف الإعتدال على أنّه التوسط والإقتصاد في الأمور، وهو أفضل طريقة يتبعها المسلم من أجل تأدية واجباته اتجاه ربّه ونفسه.
مظاهر الوسطية والإعتدال في الإسلام
العقيدة: الإيمان بالله دون غلو أو تشبيه أو تعطيل.
العبادة: توازن بين الروح والجسد؛ لا رهبانية، ولا انغماس في الشهوات.
العلاقات الإجتماعية: العدل في التعامل مع الآخر، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم.
الإقتصاد: رفض الإسراف والتبذير، كما يُرفض البخل والشُح.
السياسة: الدعوة إلى الشورى والعدل والحكمة في اتخاذ القرار.
فالوسطية والإعتدال ليستا مجرد مفاهيم نظرية، بل هما أسلوب حياة ومؤشر على نضج الأمة، فبقدر ما تتمسك الأمة الإسلامية بهذا النهج المتوازن، بقدر ما تملك أدوات النهضة والتجديد، إنه طريق ليس بالسهل دائماً، لكنه الطريق الأقوم، الذي يُعلي من قيم الرحمة، والعدالة، والكرامة الإنسانية.