-
13:03
-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
تابعونا على فيسبوك
منهج الإسلام في التعامل مع الشائعات
تُعدّ الشائعات من أخطر الآفات الإجتماعية التي تُهدّد استقرار الأفراد والمجتمعات، وقد تنبّه الإسلام إلى خطورتها منذ وقت مبكر، فوضع منهجاً متكاملاً للتعامل معها، يجمع بين الوقاية والعلاج، ويهدف إلى حفظ الأمن الإجتماعي والروحي بين الناس.
التحذير من نشر الشائعات
حذّر الإسلام بشدة من إطلاق الأخبار الكاذبة أو المجهولة المصدر. قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" (الحجرات: 6).
دعوة إلى التثبت والتحقق
الإسلام يحثّ على التأني وعدم التسرع في نقل الأخبار، خاصة في أوقات الأزمات أو الفتن. فالخبر الكاذب قد ينتشر كالنار في الهشيم، ويُحدث البلبلة بين الناس، ويثير الفتن. وقد ورد في الحديث الشريف: "كفى بالمرء كذباً أن يُحدث بكل ما سمع" (رواه مسلم)، وفيه تحذير من الترويج للأخبار دون تمحيص.
المسؤولية الفردية والمجتمعية
يحمل الإسلام الأفراد مسؤولية كبيرة في ما يتعلق بنقل المعلومات، ويُحذّر من أن يكون الإنسان أداة لنشر الباطل. كما يُحمّل المجتمع برمته واجب التصدي لهذه الظاهرة، من خلال التوعية، وتعزيز قيم الصدق، وحماية المصلحة العامة.
دور ولاة الأمور
الإسلام يوصي بأن تكون معالجة الشائعات من اختصاص أولي الأمر والعقلاء، ممن لهم القدرة على التحقق والتفسير. قال تعالى: "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلْأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ" (النساء: 83).
العقوبات الأخلاقية والدينية
يُقرّ الإسلام عقوبات أخلاقية ودينية للمروجين للشائعات، تبدأ بالوعيد الشديد في الآخرة، وتمرّ بالتقريع الإجتماعي في الدنيا. وتصل أحياناً إلى العقوبات القضائية إذا كانت الشائعات تمس أعراض الناس أو أمن الدولة.