-
12:22
-
10:17
-
09:30
-
15:04
-
11:15
-
10:02
-
09:10
-
08:24
-
14:05
تابعونا على فيسبوك
موقف الإسلام من التسول
التسول ظاهرة اجتماعية شائعة في كثير من المجتمعات، تختلف أسبابها وتتنوع دوافعها بين الفقر والعجز، أو بين الحيلة والإستغلال، وقد تناول الإسلام هذه الظاهرة بميزان دقيق يجمع بين الرحمة بالحاجة، والحزم مع من يجعل من التسول مهنة. فموقف الإسلام من التسول ليس موقفاً أحاديّاً، بل هو موقف متوازن يجمع بين رعاية الإنسان وكرامته، وبين الحفاظ على تماسك المجتمع ومنظومة القيم فيه.
التسول في الإسلام
التسول هو طلب المال أو الطعام أو الحاجة من الناس بلا مقابل، وقد يكون بدافع العجز أو المرض أو الحاجة الملحة، وقد يكون بدافع الكسل أو الطمع أو الحيلة. والإسلام لا يعارض مساعدة المحتاج، بل يجعلها من أبواب الخير والصدقة، ولكنه في المقابل ينهى عن امتهان السؤال لغير ضرورة.
النهي عن التسول لغير حاجة
وردت أحاديث نبوية كثيرة تُحذّر من التسول وتنهى عنه إذا لم تكن هناك حاجة حقيقية. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم" (رواه البخاري ومسلم).
وفي حديث آخر، قال صلى الله عليه وسلم: "من سأل الناس أموالهم تَكثُّراً، فإنما يسأل جمراً، فليستقل أو ليستكثر" (رواه مسلم).
التسول عند الضرورة والإحتياج
رغم النهي العام، فقد راعى الإسلام الحالات التي يكون فيها الإنسان مضطراً إلى السؤال بسبب الفقر أو العجز أو انقطاع السبل. في هذه الحالات، لا يُعتبر السؤال محرّماً، بل يُعدّ جائزاً لحفظ النفس والكرامة. فعن قبيصة بن مخارق رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة، فحلت له المسألة حتى يصيبها، ثم يمسك... أو رجل أصابته جائحة اجتاحت ماله... أو رجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه: لقد أصابت فلاناً فاقة..." (رواه مسلم).
الإسلام يحثّ على العمل والكسب
الإسلام يُحفّز المسلم على السعي والعمل والكسب الحلال، ولو كان العمل بسيطاً أو شاقاً، ما دام يحفظ به كرامته ويستغني عن سؤال الناس. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحداً، فيعطيه أو يمنعه" (رواه البخاري).
دور المجتمع في الحد من الظاهرة
الإسلام لا يُلقي باللائمة على المتسول فقط، بل يُحمّل المجتمع والدولة مسؤولية التكافل الإجتماعي من خلال الزكاة والصدقات والوقف وبرامج الدعم. فالفقر إذا تُرك بلا معالجة، يتحول إلى سبب رئيسي للتسول والإنحراف. لذا، فإن محاربة التسول تشمل جانبين: ردع غير المحتاج عن السؤال؛ وتأمين احتياجات المحتاج عبر الوسائل الشرعية.