-
16:20
-
14:13
-
10:17
-
09:25
-
08:38
-
11:26
-
10:17
-
09:35
-
16:15
تابعونا على فيسبوك
موقف الإسلام من الظلم
الظلم من أخطر الآفات التي تُهدّد المجتمعات، سواء كان ظلماً فردياً أم جماعياً، إذ يؤدي إلى فساد القيم، واضطراب العلاقات، وانهيار العدالة الإجتماعية. وقد جاءت تعاليم الإسلام واضحة وحاسمة في رفض الظلم والتحذير من آثاره الوخيمة، مع التأكيد على إقامة العدل في كل شؤون الحياة.
تعريف الظلم في الإسلام
الشرع يُعرّف الظلم بأنه أخذ حقوق الآخرين أو انتهاك حقوقهم، سواء بحق النفس أو المال أو العرض، أو التعدي على حقوق الله تعالى. وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: "وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ".
تحريمه في الإسلام
الإسلام حرم الظلم مطلقاً، سواء صدر من الحاكم أو الفرد. فقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" [رواه مسلم]. وهذا يوضح أن الظلم ليس مجرد خطأ دنيوي، بل له أبعاد أخروية عظيمة، ويعد من الكبائر التي تستوجب المحاسبة والعقوبة في الدنيا والآخرة.
العدل والإنصاف كضد للظلم
الإسلام جعل العدل قيمة مركزية، وأمر بالإنصاف في القول والعمل، فقال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْل" (النساء: 58). فالعدل هو مانع طبيعي للظلم، وتطبيقه يحقق توازن المجتمع ويضمن حقوق أفراده.
موقف الإسلام من أنواع الظلم
الظلم الإجتماعي: كحرمان الناس من حقوقهم الأساسية مثل التعليم والعمل والصحة. الإسلام يرفض ذلك ويأمر بالمعاملة بالمساواة والرحمة.
الظلم السياسي: مثل اعتداء الحكام على حقوق الناس أو استغلال السلطة. الإسلام يحض على الشورى ومراقبة المسؤولين لتحقيق العدالة.
الظلم الفردي: كالسرقة أو الإعتداء على الآخرين، ويحاسب عليها الشرع بالجزاء العادل.
الجزاء على الظلم
الظلم لا يمر بلا حساب في الدنيا أو الآخرة، وقد بيّن الإسلام أن الظالم مهما طال زمانه سيأخذ جزاءه، وأن الله مع المظلوم، ويحقق له نصره بالطرق الممكنة، أو يعاقب الظالم في الآخرة.